الإغلاق الكامل أحيانًا، والجزئي أحيانًا أخرى، لمعبر رفح الحدودي بين قطاع غزة الفلسطيني ومصر، ألقى بظلاله على قطاع السياحة والسفر في القطاع المحاصر إسرائيليًّا منذ سبعة أعوام، وكبّده خسائر "فادحة"، بحسب عاملين في ذلك القطاع. بعض العاملين في شركات السياحة، التي تسير رحلات للعمرة إلى الديار الحجازية (السعودية)، يقولون إن إغلاق معبر رفح، بشكل شبه كامل، وخاصة منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي، يوم 3 يوليو/تموز الماضي، أثر بشكل كبير على سير العمل لديهم. ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد على العالم الخارجي لنحو 1.7 مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة، الذي تفرض عليه إسرائيل حصارًا شاملاً منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في انتخابات المجلس التشريعي يناير/ كانون الثاني 2006، بجانب معبر "بيت حانون" (شمال)، والذي تسيطر عليه السلطات الإسرائيلية، ولا تسمح بالعبور من خلاله إلا بتصريح صادر منها وحاليا، يعمل معبر رفح بشكل جزئي، ولا يسمح بالسفر من خلاله، سوى للحالات الإنسانية، ولا يتعدى عدد ساعات فتحه الأربع يوميًّا، ضمن إجراءات اتخذتها السلطات المصرية بعد مقتل 25 مجندًا بقطاع الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب تابعة لوزارة الداخلية شبه جزيرة سيناء المصرية (شمال شرق) يوم 19 أغسطس/ آب الماضي. ويقول محمد مشتهى، مدير إحدى شركات "الحج والعمرة"، لمراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء، إن "إغلاق معبر رفح بشكل شبه كامل أثر بشكل ملحوظ على جميع شركات السياحة، لاسيما شركات الحج والعمرة". وبضيف مشتهى أن "إغلاق المعبر أضاع علينا موسم العمرة مع بداية شهر رمضان (الماضي)؛ ما حرم قرابة 4000 مواطن في غزة من أداء العمرة". وقدّر قيمة الخسائر التي تكبّدتها شركات الحج والعمرة والسفريات في غزة ب"نحو نصف مليون دولار في ضربة موجعة للقطاع السياحي"، على حد قوله. ويضيف، أن "قطاع غزة لم يشعر بالحصار الإسرائيلي المفروض عليه إلا بعد إغلاق الجانب المصري لمعبر رفح، وتدميره للأنفاق الأرضية بشكل كلي". وفي أعقاب، الإطاحة بمرسي، زاد الجيش المصري من تعزيزاته العسكرية على الحدود مع غزة، وبدأ حملة، ما زلات مستمرة، لهدم الأنفاق المنتشرة أسفل تلك الحدود، كما أغلق معبر رفح ثم أعاد فتحه بشكل جزئي لدخول العالقين في الجانبين المصري والفلسطيني من المعبر. ويلفت مشتهى إلى أن "إغلاق معبر رفح سبب لشركات الحج والعمرة في غزة مشاكل مع الشركات المتعاقدة معها في السعودية، بسبب إلغاء حجوزات السفر والسكن". وبخصوص موسم الحج، المفترض أن يبدأ نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، قول مشتهى إن "شركات الحج والعمرة أكملت كافة الترتيبات المتعلقة بسفر 2300 حاج غزي، على أمل أن يكون موسم الحج لهذا العام أفضل من موسم العمرة". ويعرب عن تخوفاته من "توتر الأجواء الأمنية في مصر بشكل يدفع القيادة المصرية إلى إغلاق معبر رفح بشكل يتسبب في تضييع موسم الحج على حجاج القطاع". هو الآخر، يقول حسن الصيفي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالحكومة المقالة في غزة، إن "شركات الحج والعمرة في غزة تضررت بشكل كبير جراء إغلاق القيادة المصرية لمعبر رفح البري؛ إذ تسبب الإغلاق في إلغاء كافة الرحلات خلال شهر رمضان الماضي". وعن موسم الحج وكيفية تذليل العقبات التي قد تحول دون إنجاحه، يضيف الصيفي، إن وزارته تتعاون مع شركات الحج والعمرة لإنجاح موسم الحج، مشيراً إلى أن أول رحلة للحج من المقرر أن تنطلق من غزة يوم 30 سبتمبر/أيلول الجاري. ويختم الصيفي، حديثه ل"الأناضول"، بأن "الحجاج سيتوجهون من غزة إلى الديار الحجازية (السعودية) عبر مطار العريش (شمال سيناء) أو القاهرة الدولي، وذلك حسب ما يقرره الجانب المصري".