قررت موسكو إرسال طراد حربي إلى شرق البحر المتوسط للمشاركة في عمليات بحرية بالمنطقة. ومن المتوقع أن يصل الطراد إلى شرق البحر المتوسط حيث سينضم إلى سفن أخرى في الوحدة التابعة للبحرية الروسية بالمنطقة خلال نحو عشرة أيام، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية. وكانت روسيا أرسلت مطلع الشهر الجاري سفينة استطلاع تابعة لأسطولها في البحر الأسود إلى المياه قبالة السواحل السورية. وقال مصدر عسكري، أن سفينة جمع المعلومات "إس إس في-201 بريازوفيي" أبحرت من مرفأ سيفاستوبول في أوكرانيا "إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط"، حسب ما قالت وكالة إنترفاكس الروسية طبقا لما ذكرت "سكاى نيوز". وأضاف: "المهمة الموكلة إلى الطاقم تقضي بجمع معلومات بشأن العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعا متفاقما"، لافتا إلى أن نشر السفينة نفذ في أقل وقت ممكن. وقالت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي إنها ستدفع بسفن جديدة إلى البحر المتوسط لتحل محل سفن أخرى متمركزة هناك في عملية استبدال مقررة منذ فترة طويلة. يأتي هذا في الوقت الذي يزداد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، في ظل سعي الولاياتالمتحدة إلى توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، الأمر الذي تعارضه روسيا. بوتن: نطالب الغرب بأدلة مقنعة ل"الكيماوي" وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن طالب الغرب بتقديم أدلة "مقنعة" في الأممالمتحدة حول الهجوم الكيماوي السوري. وقال بوتن خلال مقابلة للأسوشيتدبرس والقناة الروسية الأولى، وتم نشرها على صفحة الكرملين على الإنترنت الأربعاء إنه لا يستبعد موافقته على عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت أن دمشق مذنبة في الهجوم الكيماوي ولكن بشرط موافقة الأممالمتحدة، وحذر الغرب من اتخاذ إجراء أحادي الجانب ضد سوريا. وأضاف أن روسيا ستفي بتعهداتها العسكرية إلى سوريا، غير أنه أكد أن بلاده علقت تسليم صواريخ "أس 300" إلى سوريا. وأوضح أن موسكو مدت بعضاً من مكونات منظومة الدفاع الجوي "إس 300" الى سوريا إلا أنها جمدت إرسال شحنات إضافية، مشيراً إلى أن بلاده قد تبيع المنظومة الصاروخية القوية الى أي دولة إذا ما أقدمت الدول الغربية على مهاجمة سوريا دون دعم من مجلس الأمن الدولي. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات قليلة على تقديم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينندز تضع حداً زمنياً للضربة قدره 60 يوماً، مع إمكانية التمديد ل 30 يوماً أخرى، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في واشنطن. وتنص المسودة، التي سيصوت عليها الكونغرس الأميركي في حال الموافقة عليها، على عدم إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي السورية. يشار إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي كان قد صرح في وقت سابق الثلاثاء بأن روسيا "قد تزيد مساعداتها العسكرية إلى سوريا"، إذا وجهت واشنطن ضربة، لكن هذا في نظره "ليس سبباً للتردد في اتخاذ إجراء" بحق سوريا. وتابع: "بعض المؤشرات تنبئ بأن الروس أكدوا لدمشق أننا إذا دمرنا شيئا فإنهم باستطاعتهم إحلاله". بوتن: لا توترات بيني وبين أوباما نفى بوتن الشائعات التي قالت إن علاقاته الشخصية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما غير قوية، مشيدا بصراحة نظيره الأميركي الذي وصفه بأنه "مثير للاهتمام". ووصف بوتن أوباما بأنه ببأنه شريك "مهني وقوي" قبل قمة العشرين التي تستضيفها روسيا في مدينة سانت بطرسبرغ ابتداء من الخميس. وتابع: "الرئيس الأميركي محاور جيد جدا ومن السهل التحدث معه لأن ما يريده واضح وموقفه واضح كما يستمع إلى موقف الشخص الآخر"، معتبرا أن العمل معه "مثير للاهتمام". وكانت العلاقات بين البلدين توترت خلال الأشهر الأخيرة بسبب مواقفهما المتباينة من مجموعة من القضايا، على رأسها الأزمة السورية، كما أن قرار موسكو منح اللجوء لعميل الاستخبارات الأميركي السابق إدوارد سنودن دفع أوباما إلى إلغاء زيارة مقررة لموسكو قبل قمة مجموعة العشرين. واعترف بوتن بخيبة أمله من قرار نظيره الأميركي إلغاء الزيارة، معتبرا في الوقت نفسه أنه ليس قرارا "كارثيا". وأضاف أنه يتفهم بأن بعض قرارات موسكو لا تلقى قبولا لدى الإدارة الأميركية. بان كي مون: الهجوم من دون موافق مجلس الأمن غير قانوني من ناحية ثانية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن أي عمل "عقابي" ضد سوريا بسبب هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي سيكون غير قانوني من دون الحصول على موافقة مجلس الأمن أو يكون دفاعاً عن النفس. وأضاف بان في مؤتمر صحفي: "كما كررت في الماضي، على مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية (عن حفظ) السلم والامن الدوليين. استخدام القوة يعد أمراً قانونياً في حالة الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة أو عندما يوافق مجلس الأمن على هذا التحرك". وحذر من أي ضربة عسكرية ضد الرئيس السوي بشار الأسد قد تطلق المزيد من الاضطرابات وسفك الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد. وقال "لاحظت عن قرب الجدال الدائر بشأن ما إذا كان هذا التحرك سيمنع الاستعمال المستقبلي للأسلحة الكيماوية. وفي الوقت نفسه، علينا النظر في عواقب مثل تلك الإجراءات العقابية في الجهود الرامية لمنع المزيد من إراقة الدماء وتسهيل الحل السياسي للصراع". وأكد بان أن التحقيق الجاري الذي يقوم به خبراء الأممالمتحدة للأسلحة الكيماوية احتل موقعا فريدا من أجل إثبات الحقائق بشكل مستقل وبطريقة حيادية ونزيهة".