أكد الأستاذ علاء شلبي أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن العديد من المواقف والتصريحات الدولية بشأن تطورات الاوضاع فى مصر الدولية تبعث بالرسالة الخطأ ويُساء استخدامها وتأويلها لتشجيع الانقسام في مصر، وتُستغل من قبل البعض للحض على مواصلة أعمال العنف. وذكر شلبي فى تصريحات صحفية أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان كانت قد دعت المجتمعين العربي والدولي في 5 يوليو/تموز الماضي إلى تقديم الدعم والمساعدة لمصر، والحذر فيما يتصل بالمواقف التي يمكن أن تشجع على الانقسام وتضر بالسلم الأهلي في البلاد، مؤكداً أنه يجب على المجتمع الدولي الحفاظ على انتماء مصر لمنظومة القيم العالمية المشتركة والتي لا تشكل مساساً بالخصوصيات الثقافية والدينية، وفي مقدمتها قيم حقوق الإنسان والممارسات الديمقراطية الصحيحة. وقال شلبي أن استمرار الهجمات المسلحة واستهداف القوات النظامية والمنشأت العامة ودور العبادة على نطاق واسع في سبع محافظات خارج القاهرة لا يمكن تفسيره على أنه ينضوي ضمن صراع سياسي، وإنما يؤثر سلباً على قدرة الدولة في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وبالتالي الإضرار الجسيم بأوضاع حقوق الإنسان في البلاد. وأدان "شلبي" بشدة أراء بعض رجال الدين التي تقوم بالتحريض على العنف تجاه قوات الجيش والشرطة، وتحريض بعضهم العلني لأفراد هذه القوات على الانشقاق، والتي تأتي في وقت تتواصل فيه اعتداءات العصابات الإجرامية العالية التسليح على قوات الجيش والأمن في سيناء، مؤكداً أنها تشكل في حد ذاتها تعبير إضافي عن عمل حثيث ومتواصل لهدم بنية الدولة في مصر، وهو ما يخرج عن إطار الصراع السياسي. وفيما يتصل بما ثار عن إفراط قوات الشرطة في استخدام القوة خلال فض تجمعي رابعة العدوية وميدان نهضة مصر نهار الأربعاء الماضي، فقد أكد "شلبي" أنه وبغض النظر عن القبول بقرار فض التجمعين بالقوة من عدمه، فإنه لا يمكن الجزم بشأن هذا الأمر، وخاصة خلال مواجهات مسلحة وتبادل مكثف لإطلاق النيران بين الشرطة وقطاع من المعتصمين وعلى مساحات شاسعة وممتدة، ومؤكداً أن محاولة بناء مثل هذه الاستخلاصات على انطباعات مبدئية يشكل نوعاً من الاستعجال الذي لا يتناسب مع وقائع من هذا النوع، ومضيفاً أنه تجري حالياً متابعة تحقيقات النيابة العامة في هذا الشأن. وأعرب "شلبي" عن ترحيبه بعزم السلطات المصرية إنشاء لجنة تقصي حقائق مستقلة، داعياً لضرورة اختيار خبراء ذوي مصداقية واستقلالية وكفاة وضمان خبرات متنوعة تقتضيها أعمال التقصي والتقصي الميداني الذي ستضطلع به هذه اللجنة، ومطالباً بتوفير الصلاحيات التي يقتضيها إنجاز اللجنة لهذه المهمة. وأكد "شلبي" أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد دأبت على المطالبة بضرورة تشكيل لجنة مستقلة للنظر في الأحداث التي تشهدها مصر منذ 26 يونيو/الماضي، داعياً السلطات لتوسيع مهمة هذه اللجنة وعبر "شلبي" عن بالغ قلق المنظمة للأحداث التي شهدها سجن أبي زعبل شمال شرق القاهرة نهار أمس، والتي أسفرت حسب المصادر الأمنية عن مقتل 36 محبوساً احتياطياً "اختناقاً بالغاز المسيل للدموع" خلال ما ورد من أنباء عن تمرد 600 من المحتجزين، واحتجازهم أحد ضباط ترحيل المحتجزين، مشدداً على ضرورة إعلان النيابة العامة عن نتائج التحقيقات في هذه الأحداث أولاً بأول، ومطالباً بأن تدخل هذه الأحداث المؤسفة ضمن مهمة لجنة تقصي الحقائق المستقلة كذلك، عبر "شلبي" عن ترحيبه بتصريحات الدكتور "حازم الببلاوي" رئيس الوزراء المصري السبتالماضى والتي أكد فيها أن باب المصالحة السياسية لا يزال مفتوحاً، مطالباً بالاستمرار في تأكيد هذه التصريحات، ودعا "شلبي" في المقابل قادة جماعة الاخوان للتفاعل مع هذه التصريحات إيجاباً وإعلان نبذ كافة أشكال العنف والقبول بخضوع المطلوبين جنائياً للتحقيقات القضائية فيما يُنسب إليهم من اته وقد اعرب علاء شلبى عن تعازى "المنظمة العربية لحقوق الإنسان و الأسى والحزن لسقوط المئات من القتلى في الأحداث المؤسفة التي تشهدها البلاد، ومعبراً عن تعازي المنظمة لمختلف ذويهم وجموع الشعب المصري".