اعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن إعلان الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية بمثابة نصر كبير للدبلوماسية البريطانية ووليام هيج ووزارة الخارجية البريطانية. وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني – أن بريطانيا وهولندا قلبا الموقف المعارض السابق للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالإدراج على القائمة السوداء والذي يأتي عقب دليل يشير إلى أن الحركة الشيعية العرقية الموجودة في جنوب لبنان كانت وراء تفجير انتحاري وقع في بلغاريا العام الماضي وقتل خمسة إسرائيليين وسائقهم البلغاري. وقالت الصحيفة إن هيج رحب بالقرار الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتحديد الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية. وأضاف هيج "بالتوصل لهذا الاتفاق فإن الاتحاد الأوروبي بعث برسالة واضحة مفادها أنه يقف متحد أمام الإرهاب. ويظهر أنه لا توجد منظمة بإمكانها تنفيذ أعمال إرهابية على الأراضي الأوروبية مثل الهجوم الفظيع الذي وقع في بلغاريا قبل عام بدون مواجهة عواقب". وتابع هيج "سيجمد هذا الإجراء أموال في الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالجناح العسكري لحزب الله برغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه ستكون ضربة قوية أما لا". ونفى هيج أن يزعزع الإدراج على القائمة السوداء استقرار لبنان الذي يعد حلفاء حزب الله فيه جزءا من الحكومة. وأوضحت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن القرار يميز بين الجناح العسكري للمنظمة وباقي أجزاءها، مشيرة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي سيبقون قادرين على عمل اتصالات بالقيادة السياسة لحزب الله ولن تتأثر المساعدات الأوروبية للحكومة اللبنانية. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين سيقومون بعمل قائمة بالأفراد والمنظمات الموجودة في أوروبا والذين يشملهم هذا الإدراج على القائمة السوداء خلال الأسبوعين المقبلين. ونوهت الصحيفة إلى أن عاملا هاما كان وراء السياسة الجديدة تمثل في تدخل حزب الله إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وأضافت الصحيفة أن القرار اتخذ بإجماع الدول ال28 الأعضاء بالاتحاد لكن إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى كان لديها تحفظات حيث يخشون من أن التأثير على استقرار السياسة اللبنانية بشكل محتمل، منوهة إلى أن الحكومة اللبنانية المؤقتة تعارض القرار. وأوضحت الصحيفة أن بعض الدول تخشى من أن هذا الإدراج على القائمة السوداء يمكن أن يهدد القوات الأوروبية التي تعمل في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان ومرتفعات الجولان. ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل رحبت بالخطوة حيث قالت تسيبي ليفني وزيرة العدل الإسرائيلية "إنه في النهاية وعقب أعوام من الدراسة، فشل الادعاء بأن حزب الله طرف سياسي شرعي على نحو مستحق. والآن من الواضح للعالم كله أن حزب الله منظمة إرهابية".
