"نكسة محرجة" هكذا وصفت صحيفة "النيويورك تايمز" – الأمريكية – فشل نظام المعزول مرسي في التوصل لاتفاق بشأن الإصرار الإثيوبي على بناء سد الألفية، الذي يهدد حصة البلاد من مياه النيل، واعتبرت تحذيرات وزير الخارجية الجديد نبيل فهمي والتي دعا فيها الجانب الإثيوبي لسرعة التجاوب مع السلطات المصرية دليلاً على أن بناء ذلك السد لا يزال يشكل مصدرًا للتوتر للجانب المصري. وأوضحت أن رغبة قادة مصر الجدد في التحرك سريعًا لإزالة ما تبقى من تجربة حكم تيار الإسلام السياسي لمرسي التي دامت عامًا كاملاً، قد جعلت المحللين السياسيين يتوقعون التغيير في لهجة ومضمون السياسة الخارجية المصرية على حدٍ سواء. واعتبرت إعلان فهمي خلال مؤتمر صحفي "السبت" بأنه "لا نية لمصر للجهاد في سوريا"، إلا أنها تدعم "الثورة السورية" ولا تفكر في إعادة العلاقات مع نظام الأسد، مؤشرًا على أنه يحاول إبعاد السياسة المصرية فيما يتعلق بالأزمة السورية، عما كانت عليه في عهد الرئيس الإخواني والتي جعلت من مصر مركزًا للجماعات المعارضة السورية، وملاذًا للاجئين الهاربين من الحرب، مشيرةً إلى أن مرسي قبل عزله كان قد بدا عليه وحكومته تأييد مشاركة المسلحين المصريين في الحرب الأهلية في سوريا. ورأت أن التحولات في التحالفات المصرية قد باتت واضحة للعيان؛ إذ قامت العديد من دول الجوار التي تكن العداء تجاه جماعة "الإخوان المسلمين" بدعم الحكومة المؤقتة الجديدة، مشيرةً إلى تقديم دول الإمارات العربية مساعات مالية بقيمة 3 مليارات دولار في الوقت الذي تحاكم العشرات النشطاء التابعين للجماعة داخل بلادها. وأضافت أن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن والذي طالما سعى لإقصاء الإخوان داخل بلاده وسَخِرَ من مرسي ووصفه "بعدم العمق" خلال لقاء أجري معه قبل عام، كان أول رئيس يزور مصر السبت بعدما تمت الإطاحة بالرئيس الإخواني. وقالت إن قوات الأمن قامت أيضًا بمداهمة مقار وسائل الإعلام المملوكة للموالين للمعزول بما فيها تركيا وقطر، ففي يوم السبت قالت قناة "العالم" التليفزيونية الإيرانية الناطقة باللغة العربية على موقعها الإلكتروني إن قوات الأمن المصرية قامت بمداهمة مكاتبها في القاهرة، واعتقلت مديرها، ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن مرسي كان قد سعى لتحسين العلاقات مع الجانب الإيراني بعد عقود من العداء؛ لكن في غضون دقائق من الإطاحة به قامت السلطات المصرية بغلق العديد من القنوات الإسلامية، بالإضافة إلى مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة، وألقت بالقبض على عدد من الصحفيين.