أكاد أذكرها كأنها وقعت بالأمس رغم أنها حدثت عام 1978م (أي منذ35 سنة مضت)، وأنا أمد يدي بحياء وأدب إلى الدكتور حسن الشافعي أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، لأستلم منه الجائزة القرآنية في المسابقة العلمية بشعبها الثلاثة (قرآن كريم، وحديث نبوي شريف، وبحوث إسلامية) على مستوى جامعة القاهرة، وهو يصافحني بحنان الأبوة شاكرًا لي، اهتمامي بحفظ كتاب ربي والعناية به، مشجعًا لي على الاستمرار على هذا النهج الكريم. ما لبثت أن رجعت مقعدي بعد استلام الجائزة القرآنية، حتى تم النداء على الفائزين في جائزة الحديث النبوي الشريف، فكنت أحد المتقدمين لاستلام الجائزة من يده أيضًا، فبتسم لي بفرح، وهو يشد على يدي ويسلمني الجائزة الثانية، ويربت على كتفي محييًا ومشجعًا اهتمامي بالركن الثاني من أركان الدين حديث المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، مع دعوات طيبة منه. ثم ما لبثت أن عدت إلى مقعدي مرة أخرى، حتى نادوا على أسماء الفرع الثالث في البحوث الإسلامية، وكنت ضمن المتقدمين لاستلام الجائزة، وقبل أن أمد يدي له للمصاحفة واستلام الجائزة، لم يملك أستاذنا الدكتور حسن الشافعي إلا أن يضحك بقوة مداعبني بغبطة وسرور بما يعني: "إيه دا كله يا محمد، أنت خليت لزملائك أيه بقه"؟! وهو يصافحني بحرارة زادت على حرارة المرتين السابقتين، نفثت في روعي حرارة مواصلة المشوار العلمي، وعدم الركون إلى اللهو واللعب والدعة التي كان يمارسها أغلب طلاب الجامعة في تلك السنين الغابرة، التي كانت القاهرة فيها قاهرة بجد برونقها وجمالها ودلالها، وكانت دعواته لي مخلصة بالتوفيق والفلاح والاستمرار للأمام، زادًا لحب الكتاب المبين وحديث سيد المرسلين وكل ما يتعلق ببحث علمي إسلامي.
كان هذا هو الموقف الذي اختزنته ذاكرتني لمولانا الشيخ الأستاذ الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي، (كما يحلو له أن يضعه اسمه كاملًا على كل كتاب يكتبه أو بحث يخطه).. والذي أشرف أن أكون أحد تلاميذه، ومريدًا من مريديه في محراب العلم النافع والزهد الخالص والتجرد النفسي من "وسخ الدنيا"، والثبوت على المبدأ في وقت يبيع فيه البشر مبادئهم حتى بدون مقابل؛ توجسًا أو خوفًا مما قد يكون أو لا يكون، وتعريفنا بمعنى فلسفة إسلامية ورموزها والكلام عنها وكلام أساطينها، وتهافت بعضهم وتهافت التهافت من بعض بعضهم.. لو حدثتكم عن حياة هذا الرجل الناصعة وسيرته العطرة وصبره على الأذى في سبيل الله، واعتقاله بدون جريمة من أجل ثباته على المبدأ ونصرة دين الله والحق الذي يراه حقًا، والابتسامة التي لا تفارق شفتيه، والبشاشة التي تعلو وجهه في كل الأحوال، وكرمه الصعيدي وتواضع العلماء الحقيق غير المتكلف.. ولا عن المحطات العلمية الفائقة التي كان أبرزها حصوله في سنة واحدة على ليسانس دار العلوم من جامعة القاهرة بتقدير ممتاز، وعلى ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز، وقد تم اختياره معيدًا في الجامعتين، وأراد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود(شيخ الأزهر الأسبق) على استبقائه معيدًا بأصول الدين، ولم تكن جامعة القاهرة أقل حرصًا من جامعة الأزهر على استبقاء الشافعي والتمسك به معيدًا بدار العلوم، وكتبت أقدار الله أن يكون في الأخيرة. والجهود العلمية التي بذلها سواء في دار العلوم معيدًا ثم محاضرًا حتى حصوله على الماجستير، ثم سفره للندن لحصوله على الدكتوراه، ثم عودته أستاذًا بها، ثم رئاسته للجامعة الإسلامية في باكستان ثم في ماليزيا في محطات أنشأ فيها وأسس لصروح علمية عالمية خدمت الدين والأمة الإسلامية، ثم في عضوية مجمع الخالدين مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثم رئيسًا للمجمع أو جهوده في الأزهر الشريف مستشارًا لشيخ الأزهر، التي أعطت للأزهر رونقًا خاصًا وطعمًا شافعيًا كان الأزهر يفتقده كثيرًا. لقد تعلمت من هذا الرجل كيف أطبق أخلاق القرآن على نفسي وكيف أترجم تواضع من أتاه الله علمًا وفيرًا ومنزلة مرموقة ومكانًا عليًا في دنيا البشر أن يكون كأقل الناس في مشيه وخطوه وتعامله وتعليمه للناس وبذله زكاة العلم بروح الكرماء، وبذل الأجواد، وإخلاص المخلصين.. هذا هو الدكتور حسن الشافعي الذي كان لموقفه الجريء في أحداث الحرس الجمهوري، نبل الزاهد الحقيقي وشرف الأزهري العتيق، وجرأة العالم في الحق، وهو يترجم لنا عدم الخوف من كلمة الحق، ولو كانت تقلق البعض، أو تخيف الحاكم الجائر، وهو يرفض أن ينضم للجنة المصالحة وهو يرى دماء المسلمين قد أهدرت على الأسفلت وأصحابها بين يدي الله في صلاة الفجر في الأيام الأخيرة من شهر شعبان المكرم، وهو ينطق بها غير خائف أو وجل، وكان الرجل بصدحه بالحق هو حسن الشافعي الذي اعتقلته قولة الحق في ريعان شبابه أكثر من مرة، ولم تعقه عن مواصلة مشواره العلمي رغم ما لاقى من سفهاء القوم ومجانين تعذيب عقلاء البشر. هذا الرجل العملاق الذي أنجبه صعيد مصر فكان خيرًا وفيرًا على كل أرجاء ومحافظات مصر بل والعالم الإسلامي كله أينما حل معلمًا وناشرًا العلم في القاهرة، ثم لندن، ثم باكستان ثم أم درمان، ثم ماليزيا، ثم القاهرة مرة أخرى، في جامعتها تارة، وفي الأزهر تارة أخرى، وفي مجمع اللغة العربية تارة ثالثة، وفي محاضراته وخطبه ودروسه العلمية في عدة أماكن، وأخيرًا في صحفته الجميلة جدًا "فيس بوك" التي وضعها المخلصون من تلامذته واختاروا لها هذا العنوان "مولانا الشيخ الأستاذ الدكتور حسن الشافعي) . لم أجد وأنا أختم كلامي عنه ملخصًا تعريفيًا جميلًا عن الدكتور الشفاعي إلا كلمات الدكتور محمد عمارة: " إن الدكتور حسن الشافعي تمتع بعشر خصال أطلق عليها: العَشَرَة الطيبة، فيقول :إن الدكتور حسن الشافعي جمع من المحاسن في الفكر والقيم العديد من الصفات أذكر منها "عَشرة طيبة "من هذه القيم التي جمعها الدكتور حسن الشافعي: جمع بين الأزهر ودار العلوم، جمع بين السلفية والتجديد، جمع قلب الصوفي وعقل الفيلسوف، جمع بين التحقيق والتأليف، جمع بين الإبداع الأكاديمي والعمل الدعوى، جمع بين صناعة الفكر وتربية الشباب، عشق العربية، وأبدع في الإنجليزية تأليفًا وترجمة، جمع بين صلابة أهل الصعيد، ودماثة الحضر وأبناء الوجه البحري، جمع بين الوطنية والعروبة والإسلامية والإنسانية، جمع بين الحب لله والحب لخلق الله". فعلا هذه: "عشر صفات وعشر قيم جمع فيها بين الحسنيين، فهي عَشَرة طيبة، وهي بعض من القيم والخصال والشيم والمآثر التي جمعها الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، أمدَّ الله في عمره ومتَّعه بالصحة والسعادة". *************************************************** ◄◄تغيير ميزان القوى ◄ليبراسيون الفرنسية: ما يحدث في مصر قد يغير «إلى الأبد» ميزان القوى في المنطقة بأسرها.. = الكثير تصور أن المشهد المصري تغير في غمضة عين، ونسوا أن في الشعب شعبًا قد همشوا ولم يعمل حسابهم.. وقد حذرنا من تهميشهم وتطنيشهم؛ لأن ذلك سيؤدي إلى ما لايحمد عقباه، وها نحن نشاهد ونرى مالا يحمد عقباه عيانًا بيانًا في أيام قلائل فقط.. ◄◄ تشابه!! ◄شريف شحادة في بداية الثورة السورية: ما يتم عرضه على الجزيرة هي أحداث مصورة في العراق.. المتحدث باسم الجيش المصري: مايتم عرضه على الإعلام هي أحداث مصورة في سوريا = تشاهبت أقوالهم أم تشابهت قلوبهم. أم ماذا تشابه بين الرجلين.. حد يجاوبني. ◄◄ "بروباجندا" إشاعية: ◄"بروباجندا" الكنيسة والفلول و"تمرّد" تروّج إشاعات استهداف الإخوان للأقباط وحوار مع مراسل قناة فرنسا.. = هذا الإعلامي الأستاذ عصام مدير، المتخصص في الشأن الكنسي يدلنا على مزيد من الأسرار من أراد معرفتها، عليه بزيارته على حسابه في" توتير" وسيعرف المستخبي كله. ◄◄ قالت الحكماء: ◄"الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن.. فالحرية هي أساس الفضيلة" (الشيخ محمد الغزالي) دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.