"ذا ماركر": بعد خلع مرسي أصبحت مئات السفن عالقة في ميناءي اسكدرون وبورسعيد التجار والمستثمرون الأتراك لا يعرفون في تلك المرحلة كيف سيستمرون في مشاريعهم الارتياب بين جيش مصر وأردوغان كان موجودًا خلال فترة مبارك وطنطاوي والآن مع السيسي أنقرة ليست الدولة الوحيدة القلقة مما جرى في مصر مؤخرًَا فهناك السعودية ودول خليجية أخرى الغموض يحيط بالاتفاقات الموقعة مع مرسي والفترات الانتقالية فخاخ للصفقات التجارية "العلاقات الباردة بين أردوغان والجيش المصري تعرض التجارة بين البلدين للخطر"، هكذا بدأت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية تقريرًا لها أمس، لافتة إلى أن حجم التجارة بين القاهرةوأنقرة وصل العام الأخير إلى أكثر من 5 مليارات دولار. وأضافت أن الرئيس السابق محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أصبحا أصدقاء العام الماضي، وقام الأخير بدعوة الأول لمؤتمر حزب العدالة والتنمية في تركيا، كما أن إبعاد مرسي الجيش المصري عن السياسة رأي فيه أردوغان تقليدًا لسياسته في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن رئيس حكومة أنقرة تم استقباله بشكل بارد من قبل الإخوان المسلمين بعد أن اقترح عليهم تقليد النموذج التركي الذي يتزعم فيه رئيس إسلامي دولة علمانية. وقالت "ذا ماكر" إن الاحتياجات الاقتصادية لمصر طغت على عدم التفاهم بين الإخوان وأردوغان، ففي وقت وجيز تعهدت أنقرة بمساعدة القاهرة، وفي سبتمبر الماضي أعلنت عن قرض ب 2 مليار دولار لفترة 5 سنوات، وهو المبلغ الصغير إذا ما قورن بالمساعدات القطرية والسعودية، والتي وصلت إلى حوالي 11 مليار دولار، إلا أن الرئيس المخلوع مرسي اهتم بالاستثمارات التركية أكثر من غيرها ورغب في توسيع التجارة بين الدولتين. ولفتت الصحيفة إلى أن التجارة بين القاهرةوأنقرة وصلت العام الأخير إلى أكثر من 5 مليارات دولار، وسعى الجانبان إلى توسيعها لما يقارب 7 مليارات دولار، في وقت تعمل فيه حوالي 250 شركة تركية في مصر وتشغل 65 ألف عامل مصري تقريبًا، مضيفة في تقريرها أن اتفاق التجارة الموقع في يونيه الماضي بين الدولتين يقضي بأن يتمتع المصدرون الأتراك بتسهيلات وإعفاءات، وأن يتم نقل بضائع تركية من مصر لدول إفريقية دون دفع ضرائب ورسوم جمركية. وأشارت "ذا ماركر" إلى أن نظامًا تجاريًا تطور بين مصر وتركيا بموجبه تصل شاحنات وحاويات على السفن لتركيا وتقوم بشحن البضائع هناك ثم تقوم بتفريغها في موانئ مصر، وبعدها تستمر في طريقها لإفريقيا، وبعد خلع نظام مرسي توقفت تلك التجارة وأصبحت مئات السفن عالقة في ميناءي اسكدرون التركي وبورسعيد المصري. وأضافت أن تجارًا ومستثمرين أتراكًا أقاموا مصانع نسيج وآخرين قاموا بمشاريع تصل إلى 2 مليار دولار لا يعرفون في تلك المرحلة كيف سيستمرون في مشاريعهم، لافتة إلى أن مشكلة أردوغان والتجار الأتراك هي الجيش المصري. وأوضحت الصحيفة العبرية أن حالة من الارتياب شهدتها العلاقات بين الجيش المصري وأردوغان خلال فترة مبارك، وبعيدًا عن اللقاءات الرسمية والباردة لم تكن هناك علاقات ودية بين القائدين، مضيفة أن مبارك غضب على توطيد العلاقات بين أردوغان وبشار الأسد واقتراب رئيس الحكومة التركي من خالد مشعل القيادي بحماس، وبتنسيق مع تل أبيب وواشنطن تصدى الرئيس المخلوع لكل محاولة تركية للوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورأى في أردوغان عنصرًا غريبًا ليس له مكان بين العرب. وأشارت إلى أن الجيش المصري سواء تحت قيادة طنطاوي المقال أو تحت قيادة عبد الفتاح السيسى يعتمد موقف مبارك حتى بعد أن أصبح مرسي رئيسًا، موضحة أن التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء أنقرة ضد الجيش المصري لن تساعد على إقامة علاقات تركية مع النظام الحاكم الجديد أو مع الجيش، الآن يمكن لهذا الأخير أن يحدد ما هي مصادر المساعدات الأمريكية للقاهرة وما هي أفضلياتها فيما يتعلق بشركائها التجاريين. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن أنقرة ليست الدولة الوحيدة القلقة، مما جرى في مصر مؤخرًا، فهناك استثمارات لدول خليجية، في وقت يحيط فيه الغموض الاتفاقات الموقعة بين تلك الدول وحكومة مرسي. وقالت إنه على ما يبدو فإن الاتفاقات الاقتصادية تم توقيعها مع حكومة شرعية، ومصر لديها مصلحة كبيرة ألا تمس بالعلاقات مع تلك الدول، لكن بالرغم من ذلك فإن الفترات الانتقالية مثل تلك التي تعيشها القاهرة ليست إلا فخاخ للصفقات والاتفاقيات الموقعة بين الحكومات؛ خاصة عندما لا ترى الحكومة الجديدة نفسها ملزمة باتفاقيات وقعها مرسي.