لا يختلف اثنان أن المستشار مرتضى منصور "بلدوزر" في الكلام، لا يبقي ولا يذر، وهو "زرب اللسان"، أي حاد اللسان، وعنيف الخصومة، لايدع لخصمه فرصة إن "حط عليه جاب أجله"، كلامًا طبعًا. استمعت إليه في "قناة التحرير" فوجدته يرش الكل بمدفعه الرشاش، قصدي "لسانه القشاش".. ولم يسلم منه الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي وصفه بأنه "مقرف" وأن" شكله مقرف"، وخاطبه بقوله "أنت يلا" –يعني "يا واد"- وب"المجنون"، وأنه لو فكر يغزو مصر بعد ما شجع على العنف القائم الآن في مصر، وظنه أنها ستكون حربًا أهلية؛ فتكون ذريعة لدخولها فإنه ستسحقه جزم المصريين. ولم تسلم السفيرة الأمريكية في القاهرة من حدة لسانه بعد أن وصفها "بالست الصفرا" وب"المجنونة رسمي"، وأنها إن لم تسكت أو يسكتها أوباما، سيدخلها مستشفى المجانين بعد أن يرفع عليها دعوى جنون! ولم يسلم منه لا مرسي ولا الإخوان ولا قياداتهم ولا صفوت حجازي ولا العريان ولا حازم أبو إسماعيل الذي تعاطف معه، على اعتباره أنه رجل قانون، متمنيا ألا تكون هذه نهايته. ولم يبق "البلدوزر" في طريقه فردًا ولا دولة ولا حكومة ولا تيارًا إسلاميًا إلا "شاط فيه بالقوي"، واصفًا "الجزيرة" بأنها "خنزيرة"، موجهًا الخطاب للشيخ تميم، أمير قطر أن يغلقها، وأن يطرد كل من الشيخ القرضاوي الذي وصفه بأنه "عميل" وأنه - على حد قوله - "غير مسلم".. وأن يطرد الإعلامي أحمد منصور متهمًا إياه بالعمالة، وشاط في أيمن نور، وشخصيات كثيرة..
نقطتان مهمتان في حديثه الطويل جدًا كان الرجل محقًا فيهما، وهو يقر عدم تطبيق المقولة الشعبية المعروفة "لم العاطل مع الباطل".. ** الأولى: قوله إن حلمي الجزار لم يرتكب شيئًا فلماذا يتم القبض عليه؟ وقال: للحق إن الرجل لم يفعل شيئًا وإن اختلف معنا أو اختلفنا معه، تتبع هذه النقطة أيضًا ما حدث للمهندس خيرت الشاطر، الذي بدا في صورة القبض عليه كأنه مجهد أو مريض، وقد دخلوا عليه غرفة نومه وهو بملابس نومه، فأفزعوه وأخذوه على غرة ولم يملهوه إلا أن لبس ثوبه فقط، والفلاشات تنقل الصورة، والرشاشات تحيط به مع أهله في غرفة نومه، في صورة فجة ومزرية لا تليق بمصر الديمقراطية أبدًا، مع رجل مثله كان ملء مصر ظهورًا، لو استدعته النيابة لأتى إليها دون تأخر.. وقال عنه مرتضى: لو كان يريد الرجل مستشفى فيذهب إليه، ولو كان يريد طبيبًا للكشف عليه، أو دواء فيلبى له طلبه، فهو في الأول والآخر مواطن مصري له حقوقه في ذلك كله. والحق أن التصوير لم يكن له أي داع في مسألة القبض على الشاطر في غرفة نومه، لا ضير أن يصور وهو يركب السيارة التي تقله لطره، كما فعل مع حازم أبو إسماعيل، لكن في غرفة نومه بالأسلحة الرشاشة، فعيب في حق أخلاقنا المصرية. ويدخل في هذه النقطة كلامه عن مرشد الإخوان الذي وصفه بأنه رجل مؤدب ولم يصدر منه عيب قط، وإن كان قد انتقده في حديثه في رابعة العدوية وقد أتاها متخفيًا، مدافعًا عن مرسي. ** الثانية: اعتراضه على التهجم على القنوات الدينية وغلقها وحبس خالد عبدالله، وغيره من الإعلاميين في تلك القنوات، وقال: نجلس مع أصحابها ونشترط عليهم أن يعلمونا الدين فقط الذي نحن في أمس الحاجة إليه، وليس لهم شأن بالسياسة. وقال: من غير المعقول أن نتعامل بلغة كل سلطة جديدة تأتي فتحبس قيادات السلطة السابقة، مثل ما فعل عبد الناصر مع قادة الملك فاروق، وما فعله السادات مع قيادات عبد الناصر، وما فعله مبارك مع عزل لقادة السادات، وما فعله مرسي من حبس لقادة مبارك، فلا نريد للقيادة الجديدة أن تتعامل بالأسلوب نفسه بحبس قادة الإخوان أو مساعدي مرسي. وأعجبني مرتضى منصور في قوله الجريء في رئيس الرقابة الإدارية، وقال: وجب أن يمشي فورًا؛ لأن لديه ضباطًا يعذبون الناس، يمشي فورًا.. تضبط المتهم نعم، بدون ضرب أو تحبسه عندك وتعذبه وترهبه، عيب، عندك بعض الضباط أسوأ من عهد حسني مبارك. بالطبع ليس كلام مرتضى مقبولاً ولا مسلمًا به كله، سيما الألفاظ التي كانت تميل إلى الشوارعية بعض الشيء، أو تهكمه الكبير مثلاً على بعض رؤساء دول وحكومات وبلدان عربية أو أجنبية على رأسها أمريكا، أو بعض شخصيات قضائية، رأت الوقوف في صف مرسي، وعبرت بذلك عن رأيها، في الوقت الذي أخذته الغيرة على النائب العام عبد المجيد محمود والقاضي الذي ذكره مرسي بالاسم (النمر)، وقال إن جزمته به، في صورة تناقضية من مرتضى عن الدفاع عن القضاء وسب بعض رجال القضاء، أو كلامه في القرضاوي رئيس الاتحاد الإسلامي العالمي لعلماء المسلمين، لا لشيء سوى أنه أتى مصر يوم 30 يونيه ووقف بعض الوقت في رابعة العدوية قبل أن تتغير الأحوال وتنقلب الأجواء. وبالطبع كلام مرتضى ليس مرضيًا كله، فقد شط في بعضه كثيرًا؛ لأنه مسح ثورة 25 يناير بالأستيكة، وقال: هذه كانت بلطجة، معتبرًا أن ما حدث في 30 يونيه هي الثورة وفقط. وكلامه ليس مرضيًا بالمرة وهو يخاطب مرسي أن يقول شيئًا لمن يستخدمون العنف الآن في حادث المنيل، وتسأل "فأين مرسي الآن؟ وكيف يخاطبهم؟ ومن أين يخاطبهم؟ وكيف؟ ومتى؟ ومن يسمح له بذلك الآن؟! إن الحق عندما يأتي من رجل كمرتضى منصور يكون له طعمه، وربما تأثيره، بخلاف أن يصرخ به كل إخواني أو إسلامي، في العالم كله، على ما تم فعله بحلمي الجزار، أو الشاطر، أو خالد عبد الله، وأنه لا يليق أن يفعل بالناس هكذا كما قال مرتضى، فلن يصدقهم أحد، حتى وإن صكت صرخاتهم آذان الآفاق!! *************************************************** ◄◄ أحمد موسى و"بلطجية الإخوان" = أحمد موسى مقدم البرنامج مع مرتضى منصور، قال متسرعًا تعليقًا على مشهد قتل واحد في الشارع، في منطقة المنيل: "إن هذه هي بلطجة الإخوان"، مع أن القاتل لم يظهر أنه في لحظتها أنه إخواني، أو حازمي، أو أنه جماعات، أو هو مندس، مقصده تشويه الصورة، وتشويه الإسلام كله بشكل عام.. ومع ذلك فقد شهد موسى أن هناك إخوانًا خيرين ووطنيين وله أصدقاء منهم، وبينه وبينهم "عيش وملح" و"عشرة"، وأن له في بلده في الصعيد معارف وأصدقاء، من الإخوان، وهو يشهد لهم بالخير، فكلامه كما تقول العامة "يجرح ويداوي". ◄◄البرادعي وعقدة الذنب ◄◄رفض "النور" للبرادعى عقدة ذنب تجاه الإخوان = الفنان محمود قابيل، وأزيد على كلامه: إن كثيرين جدًا لا يرتاحون للبرادعي ولا يطيقونه رئيسًا للوزراء لمواقفه السابقة ولأنه محسوب على حزب الدستور، أي لن يكون رئيس حكومة محايدًا، وليته يتولى حتى يرينا كيف سينجح في إدارة حكومة مصر، والدنيا كلها الآن معه داخليًا وخارجيًا، في وقت كانت الحكومة السابقة تهنشها الألسنة والفضائيات بالسلب والسب، ووصمها بالفشل الذريع، ليل نهار ولم تُظهر لها إنجازًا واحدًا! ◄◄انتخابات على الطريقة المصرية! ◄أنا رأيي إن الانتخابات الجاية تبقى كالآتي: عندنا مثلاً حمدين والبرادعي وشفيق، مرشحين للرئاسة، نقول: اللي عايز شفيق ينزلوا مصطفى محمود، واللي عايزين حمدي ينزلوا التحرير، وندي خالد يوسف كاميرا وطيارة ويصور، ونبعث الصور للمجلس العسكري، وهو يختار اللي هو عايزه.. = هذه هي الديمقراطية على الطريقة المصرية في نظر "أمير الحسيني". ◄◄قالت الحكماء: ◄الدين كله خلق.. فمن فاقك في الخلق فاقك في الدين كله.. (ابن القيم) دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.