" إنَّ قوة التظاهرات الشعبية لم تجعل أمام الجيش المصري سوي خياراً واحداً هو عزل مرسي " ، هكذا رأي رئيس الوزراء البريطاني السابق "توني بلير" في مقالٍ له نشرته صحيفة الأوبزرفر – البريطانية . وأوضح أنَّ القوة التي أبدتها المعارضة في الشوارع المصرية جعلت القوات المسلحة أمام خيارين لاثالث لهما :إما التدخل ، أو ترك البلاد للفوضي . وأشارتْ الصحيفة البريطانية إلي أنَّ تصريحات "بلير" جاءت في الوقت الذي تواجه فيه مصر صراعاً مدنياً طويل الأمد – علي حد قول الصحيفة – عقب الإطاحة بالرئيس الذي وصل إلي سُدة الحكم بعد أنْ حصل علي 51% من الأصوات في أول سباق انتخابي رئاسي ديموقراطي تشهده البلاد قبل عام . واعتبرت أن تصريحات "بلير" التي تضمنها مقاله إنما تكشف عن تطور لافت للنظر في تفكيره ؛ إذ بدأ يتقبل فكرة أنه في بعض الأماكن في العالم ليس بالضرورة أن تسفر الديموقراطية عن النتائج المرجوة منها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية العارمة . ومن هذا المنطلق يري أنه نظراً للوضع الحالي في مصر " ينبغي التعاطي مع القوي التي يفرضها الأمر الواقع ، ونساعد الحكومة الجديدة في إحداث تغييرات ضرورية – خاصة – فيما يتعلق بالاقتصاد ." وتابع : "إنَّ الأحداث التي أسفرت عن عزل الجيش لمرسي قد وضعت القوات المسلحة أمام خيارين : إما التدخل أو الفوضي ، فخروج الملايين إلي الشوارع لا يغني عن الانتخابات لكنه مظهرا رهيبا للقوة ." واعتبرت "الأوبزرفر" أن "بلير" قد تبني نهجاً مغايراً عن كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ووزير الخارجية البريطاني "وليم هيج" اللذاين عبرا عن تحفظهما علي تدخل الجيش واعتبروا ما قام به " انقلاباً عسكرياً " .فلقد رأي "بلير" أنَّ ماقام به الجيش هو عين الصواب قائلاً : " علي الرغم من موقفي الداعم بشدة للديموقراطية ؛ إلا أنَّ كون الحكومة ديموقراطية لا يعني أنَّها فاعلة ؛ إنَّ التحدي اليوم هو إثبات مدي فاعليتها ." وحاولتْ الصحيفة إثبات إلي أي مدي قد تغير فكر بلير بالإشارة إلي أنَّه قد دفع بلاده للانزلاق في حرب العراق عام 2003 ؛ فلم يستجب للمعارضة الشعبية الضخمة آنذاك بما فيها خروج أكثر من مليون بريطاني إلي شوارع لندن ؛ لافتةَ إلي أنه يزعم الأن بأن تلك الاضطرابات العامة مثل تلك التي نراها في مصر لايمكن تجاهلها . ورأي أنه في حال عجزت الحكومات وإن كانت منتخبة ديموقراطياً عن تقديم حجة دامغة لدحض هذه الاحتجاجات فهي إذن في "ورطة" . وتابع أنَّ الأحداث التي في مصر إنَّما هي أخر شاهد علي التفاعل الذي بات اضحاً للعيان في جميع أنحاء العالم ، بين فاعلية الديموقراطية والتظاهر والحكومة . وأوضح أنَّ الديموقراطية ما هي إلا وسيلة لتحديد صناع القرار إلا أنَّها ليست بديلاً عن اتخاذ القرار ، وشن هجوماً لاذعاً علي الأداء الحكومي لجماعة " الإخوان المسلمين قائلاً " بأنَّها عجزت عن التحول من جماعة معارضة إلي سلطة حاكمة ؛ إذْ انهار الاقتصاد وانعدم النظام وسيادة القانون ." وحث" رئيس الوزراء البريطاني السابق "في نهاية مقاله الغرب علي ضرورة المشاركة في المنطقة خاصة في سوريا ، وإيران ، وفلسطين قائلاً :" إن الصراع الدائر هناك يعنينا ، فالأخبار الجيدة هي أن الملايين من أفراد الشعب المتفتح والعصري قد خرج إلي الشوارع هناك ، أنهم بحاجة ليدركوا وقوفنا بجانبهم ، فحلفائهم علي استعداد لدفع الثمن ليصبحوا بجانبهم ."