مدير عام الادارة العامة للامتحانات في وزارة التربية والتعليم أبدى رأياً مخالفا للوزير خلال إجتماعه بقيادات الوزارة فأقاله على الفور ونقله لمديرية القاهرة عندما عرف أنها مقر سكنه ليجلس فيها بلا مهام، وعلق على ذلك في نفس الجلسة "مش قلتلك حاريحك خالص"! "مش معقول".. قلتها وأنا اقرأ تقرير الزميل حماد الحجر في "المصريون" أمس. الاختلاف في الرأي فضيلة ورحمة. كلام الوزير ليس وحياً يوحى أو قرآناً. مواجهة الفساد والاطاحة بالفاسدين عمل رائع، لكن الاطاحة بخلق الله لأنهم لا يوافقونه في الرأي عمل مقيت قبيح لا يستحق أن يترك الكرسي بسببه كما تنبأ في حواره مع منى الشاذلي قبل فترة، وإنما أن يحجز له سرير في العباسية أو الخانكة! لو كان ذلك قد حدث فعلا – وأنا أثق في رواية "المصريون" – فهذا يعني أنه يعاني من لوثة وما يفعله لا يشير إلى عقل سليم أو إلى وزير واثق من نفسه. الأقوياء المتمكنون من عملهم يقدرون الرأي الآخر ويعملون به إذا كان صائبا "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".. فما الذي يخشاه أحمد زكي بدر من مسئول يناقشه ويعترض على اقتراحه.. لماذا اجتمع بهم إذاً.. ألم يكن يكفي أن يرسل قراراته بالفاكس أو الايميل أو مع حامل "البوستة"؟! لن يناقشه أحد بعد ذلك خوفا ورعباَ. قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق يا معالي الوزير! ربما يعترض نزلاء العباسية على اقتراحي باستضافة سيادته، فهم يختلفون في الرأي كثيرا. هذا يقول وذاك يعارض في حرية تامة وهو لن يتحمل ذلك، فقد رفت مدير عام الامتحانات رغم نعومة اعتراضه "أنا عشان بحبك بقولك ما ينفعش". معالي الوزير وأنا عشان بحبك أنصحك بالعباسية فهي منتجع جميل ورائع للذين يحاربون الرأي الآخر ويصادرون حرية الإنسان في أن يعبر ويختلف وينتقد.. هناك ستجد الجزاء من جنس العمل، فالألفاظ التي ترددها واستخدامك للعضلات في التفاهم، سيردونها إليك على قدم المساواة بلا خوف من فصل أو نقل إلى حلايب.. فالكل في عش المجانين سواء، لا فرق بين وزير وخفير!