عزت تقارير صحفية إسرائيلية، قرار الرئيس محمد مرسي بقطع العلاقات مع سوريا واستدعاء القائم بالأعمال المصري من دمشق إلى الموقف الأمريكي الداعم للمعارضة السورية. وقالت صحيفة "معاريف"، إنه بعيدًا عن الدافع الديني لجماعة "الإخوان المسلمين"، فإن قرار الرئيس مرسي الذي أعلنه السبت جاء في ظل اعتماد مصر على الأمريكيين، الأمر الذي "جعلها تقف وراء المتمردين بشكل لا لبس فيه؛ "فمصر تعتمد على مساعدات الولاياتالمتحدة وسفن الحبوب الأمريكية التي ترسو في الإسكندرية، وتوفر الغذاء لعشرات الملايين من المصريين الجياع"، على حد تعبيرها. وأشارت إلى أنه لأول مرة منذ حرب الخليج في عام 1990، ينقسم العالم العربي والإسلامي إلى كتلتين؛ إيران من ناحية تدعم نظام الأسد، في مقابل مصر وتركيا ودول الخليج المناوئة لهذا النظام، في حين يتم جر الولاياتالمتحدة رغمًا عنها إلى صراع لا تريد أن تشارك به. ولفتت إلى أن حرب البقاء التي يخوضها الرئيس السوري بشار الأسد قسمت الشرق الأوسط، وفي فبراير الماضي زار الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد القاهرة، وعرض على الرئيس محمد مرسي التعاون في العديد من الشئون. وفي مقابلة تلفزيونية قال إن "العلاقة بين القاهرة وطهران في اتجاهها للتحسن"، لكن خلال زيارته لمصر طفا إلى السطح التوتر التاريخي بين السنة والشيعة، و غادر القاهرة شاعرًا بخيبة الأمل، ومنذ شهور عمقت إيران من تورطها في الحرب الأهلية بسوريا، وأدى التوتر في مصر إلى انقسام العالم العربي والإسلامي بين شيعة يدعمون نظام بشار الأسد، وسنة يدعمون المتمردين. وأشارت إلى أنه للمرة الأولى منذ حرب الخليج في عام 1990، تنقسم الدول العربية الآن إلى كتلتين، والذي يقوم بدور صدام حسين هو بشار الأسد الذي يتوقع نهاية أفضل من الديكتاتور العراقي، في حين يقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحزم وراء الأسد، ويجر نظيره الأمريكي باراك أوباما إلى قيادة المعسكر الموالي للمتمردين. وأضافت: "الطريقة التي تعامل بها الأمريكيون مع حكام العرب الآخرين الذين كانوا سابقًا حلفاء لهم، هي التي تدفع الرئيس السوري إلى مزيد من الارتماء في أحضان الروس والإيرانيين، وذلك مع مشاهدته إدارة باراك أوباما تلقي نظيره المصري السابق حسني مبارك للكلاب متخلية عنه، وزين العابدين بن علي التونسي، الذي شهدت بلاده بداية الربيع العربي وحتى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي كان حليفًا للأمريكيين في الحرب على الإرهاب". وختمت الصحيفة تقريرها بالقول " لكن في النهاية، وعلى الرغم من التورط العميق روسيا والانجراف البطيء للولايات المتحدة في حرب أهلية دامية بسوريا، هذه المواجهة تعتبر عودة استثنائية لأيام الانشقاق الديني التاريخي للعالم العربي بين السنة والشيعة".