كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تحرَّك للفاتيكان يهدف إلى عرقلة محاولة ترمي لإرغام البابا بنديكتوس السادس عشر على المثول أمام إحدى المحاكم الأمريكية كان قد رفع محام أمامها مذكّرة تسعى لجعله يدلي بشهادته تحت القسم حول ما يعرفه عن فضائح الاستغلال الجنسي للأطفال". ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة عن جيوسيبي دالاّ توري، رئيس محكمة حاضرة الفاتيكان، قوله إن:" البابا يتمتع بالحصانة الدبلوماسية بصفته رئيسا لدولة الفاتيكان، وبالتالي لا يمكن استدعاؤه للمثول أمام المحكمة كشاهد". ويضيف التقرير قائلا إنه من المتوقع أن يقوم محامو الفاتيكان بتقديم حجج مفادها أن القساوسة والأساقفة الأمريكيين الذين كانوا يشرفون على الكهنة الذين ارتكبوا مثل تلك الانتهاكات الجنسية بحق أطفال لم يكونوا موظفين لدى الفاتيكان. وتذكِّر الصحيفة أن ويليام ماكموري قد رفع المذكرة في محكمة بولاية كنتاكي الأمريكية بعد أن كان ثلاثة رجال قد أقاموا دعوى في عام 2004 قالوا فيها أنهم كانوا قد تعرضوا لانتهاكات من قبل رجال دين في الولاية. كما يعيد التقرير إلى الأذهان أيضا كيف أن الفاتيكان كان قد حاول في عام 2007 إقناع المحكمة بردِّ القضية، إلاَّ أن القاضي وافق على المضي قدما بعملية التقاضي التي تتيح لكلا الجانبين طلب المعلومات والوثائق لازمة، بما في ذلك استجواب الشهود. وتقول المذكرة المقدمة إلى المحكمة أن البابا بنديكتوس كان قد "سعى إلى تثبيط عملية مقاضاة رجال الدين المتهمين بالقضية، وشجَّع على إبقاء القضية طيَّ الكتمان بغرض حماية سمعة الكنيسة"، وذلك خلال السنوات ال 24 التي أمضاها رئيسا لكنيسة "تجمع عقيدة الإيمان". ويشير تقرير التايمز إلى وثائق كانت قد نُشرت الأسبوع الماضي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وأظهرت أن الكاردينال جوزيف راتزينجر، الذي أصبح لاحقا بابا الفاتيكان، كان قد تجاهل رسالتين موجَّهتين من ريمبرت ويكلاند، رئيس أساقفة ميلووكي حينذاك، وتتحدثان عن الأب لورنس مورفي الذي اتُّهم بالاعتداء الجنسي على 200 طفل أصمٍّ بين عامي 1960 و1974. وكان الفاتيكان أوقف محاكمة كنسية سرية بالقضية بعد مناشدة توجَّه بها الأب مورفي، الذي توفي في عام 1998، إلى الكاردينال راتزينجر، طالبا منه الصفح. لكن التقرير ينقل عن المونسيور جيروم ليستيكي، الرئيس الحالي لأساقفة ميلووكي، قوله إن قرار إيقاف محاكمة الأب مورفي كان قد اتُّخذ على مستوى محلي، وليس من قبل الفاتيكان. وقال المونسيور ليستكي: "لقد كان البابا بنديكتوس صارما في التزامه بمكافحة الانتهاكات الجنسية من قبل رجال الدين".