لهذا السد جذور في التاريخ الإثيوبي حتى قبل الشروع في التفكير في دراسته بواسطة الأمريكان فعلى مدار حقبات متتالية من الزمن وهناك مناوشات من ملوك الأحباش حتى وصل إلى حد أنهم فكروا بل وتحدثوا عن رغبتهم في تحويل مصب النيل الأزرق إلى البحر الأحمر، لكي لا ينتفع به أهل وادي النيل وذلك من خلفية ثقافية نستطيع أن نتفهمها فهم أهل فقر مدقع يراقبون من أعالي هضابهم حضارة تبنى على ضفاف النهر الذي ينبع من أرضهم دون مردود حقيقي عليهم وبحكم بساطة أهل الحبشة توالت الهدايا من أهل المحروسة رغبة في كسب ود ملوكهم وإثنائهم عن التفكير في المساس بالنهر الخالد وشريان الحياة لدى أهل المحروسة وتوالت تلك المناوشات عبر الحقبات المتتالية من الزمن حتى وصلنا إلى استخدام العنجهية المصرية المفرطة دون تفكير ملوحين باستخدام القوة في حالة المساس بحصص مصر المائية النابعة من هذا الفرع واستمرت الاستكانة والخوف الإثيوبي باستمرار التواجد المصري داخل منابع النيل فلما انفرط العقد وتخلت مصر عن مكانتها في إفريقيا تركت فراغًا تم ملؤه بواسطة ألد أعدائنا وهم حفدة القردة والخنازير إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه من تجرؤ واستعداء ضد مصالح مصر. وما كان يصلح في السابق من استخدام للقوة سواء الناعمة منها متمثلة في مكانة الكنيسة المصرية ومدى تأثيرها المباشر على الكنيسة الإثيوبية أو التلويح بالقوى العسكرية والمخاباراتيه لم يعد ينفع حاليًا فما نستطيع أن نتفهمه هو طرح يتناسب مع المرحلة وهو من أنواع التذكرة ولعل هذه المحنة تصبح نواة التفاف للشعب المصري نحو الحفاظ على مقدراته فهذا الملف تحديدًا لا يمكن أن يترك لنجاح أو فشل الإخوان فلن نسمح بفشل هذا الملف الذي يؤثر على أهل المحروسة بشكل مباشر، ولذا فإن دراسة هذا الملف من الجميع هو سبيل من سبل التوحد وقت الأزمات والمحن للحفاظ على مستقبلنا بل وحياتنا على أرض المحروسة التي طالما صدرت الحضارة والنور إلى شتى بقاع الأرض. قدرًا أسلوب معالجة هذا الملف لابد أن ينبع من موروث وحقيقة ثابتة، وهي إعلاء راية الدين للحكم الحالي فكيف نكون دولة مدنية ذات خلفية إسلامية، ولا نحكم شرع الله فينا على الأقل في هذا الموقف فالسؤال الأولى بالإجابة ما هو حكم الشرع في هذا الأمر؟ أيمكن لنا أن نجور على أحد في سبيل مصلحة ما حتى وإن كانت حياتنا نفسها.. لا يمكن إلا وأن نكون دعاة حقيقة نسعى وراءها وتكون الحلول من هذا المنطلق إن أهل الحبشة لهم حق مطلق في الحفاظ على ثرواتهم الطبيعية واستغلالها الاستغلال الأمثل لمستقبلهم ومستقبل أولادهم بل وعلينا أن نقدم لهم يد العون والمساعدة بكل ما نملك من خبرات وطاقات بل وماديات أيضًا في سبيل تحقيق هذا الهدف هذه خلفياتنا الدينية التي تدفعنا في هذا الاتجاه دون غيره وأيضًا من هذا المنطلق يجب عدم إلحاق أي ضرر حالي أو مستقبلي نتيجة قيامنا أو قيام الآخر بالحفاظ على مقدراته ومن هنا يجب على الجميع من أهل الاختصاص تقديم الحلول والمساعدة على دفع ولي الأمر في هذا الاتجاه دون غيره والحلول كثيرة سواء الحالية التي تؤدي إلى نتائج فورية أو مستقبليه والكل يجب أن يتكاتف ولذا يجب احتواء الجميع ويعود ساكنوا تلك المناطق كما كانوا في الستينات وهنا أقول وما أدراك ما الستينات يوم أن تواجدت القوى المصرية بكل أشكالها الثقافية والعسكرية متمثلة في المخابرات وقت أن كان منوط بها الأمن الخارجي والحفاظ عليه وعلى مكانة مصر في عقول وأذهان الآخر بل والاستثمار المصري في تلك المناطق إن لنا من الحلول بحكم تخصصنا ما نقدمه إلى ولي الأمر لتكون نواة لبناء مستقبل أفضل بلا إخصاء أو إقصاء فمصيرنا واحد وهدفنا واحد وهو ليس شعار بل حقيقة ثابتة ترسخها المحن.. إن مداد قلمي لن يجف من أن يردد دومًا اسلمي يا بلادي ولكِ مني السلامة.