قوبل لقاء عمرو موسى مع خيرت الشاطر، بمنزل د. أيمن نور، بردود فعل متوترة ومتشنجة، وصدرت فتاوى تهدر "الدم الوطني" لموسى ونور.. وطالب البعض بطردهما من "ملكوت الوطن".. وغالى آخرون وتمنوا لو طردوا من "جنة الإنقاذ".. نكالًا لهما على لقاء القيادي الإخواني خيرت الشاطر! ما "الجريمة" أو "الكبيرة" التي اقترفها الرجلان، حتى يُستتابا أو يستباح عرضهما، على هذا النحو المتطرف الذي شاهدناه ورأيناه خلال الأيام الماضية؟! الشاطر.. شخصية مثيرة للجدل، وصحيح أنه أبرز "الصقور" داخل جماعة تتهم بأنها "سطت" على الثورة، وخطفت البلد، وخذلت الثوار.. وتملك مشروعًا "استيلائيًا" لابتلاع الدولة.. غير أن تلك كلها ربما تكون "مكاسب سياسية" قد تنتزع من الجماعة، اليوم أو غدًا، وتتوقف هذه أو تلك على "شطارة" المعارضة.. ولكنها ليست "جرائم" تستدعي "التكفير الوطني".. والتعامل مع "الشاطر" وكأنه "شامير" أو "شارون" أو "نتنياهو" أو عميلة الموساد "ليفني". وإذا كان ثمة مآخذ على مثل هذا اللقاء، فربما تتعلق ب"التوقيت" وب"الشفافية".. إذ بات من المعروف، استفراد الجماعة ممثلة في نفسها أو في الرئيس بالقرارات التي تحتاج إلى "توافق" لرأب الصدع في مجتمع يتجه نحو الانقسام والتشظي بعد الثورة، ومن المعروف أن الإخوان لا يستمعون لأحد، ويعتمدون على فكرة "الاستقواء" بالتنظيم وليس بالجماعة الوطنية،.. وإذا عادوا إلى "التوافق" فإنهم يعودون إليه مرغمين، ثم يحيلونه إلى "احتفالية" لالتقاط الصور مع قادة القوى السياسية الأخرى، ثم يلقون بما اتفقوا عليه معهم في أقرب صندوق زبالة، فور الانصراف من الاجتماع. هذه واحدة من أبرز خبرات القوى السياسية مع الجماعة، أثناء سنوات النضال الوطني المشترك، قبل الثورة وبعدها أيضًا: الجماعة لا تستمع لأحد، وإذا اجتمعت فلا "استحقاق" لأي "اتفاق"!.. فما الجديد إذن الذي حمل د. نور والسيد عمرو موسى، على الوثوق بها؟! فيما يطرح سؤال آخر، بشأن "هرولة" الجماعة للاستماع إلى قادة المعارضة في هذا التوقيت بالذات.. أي قبل احتجاجات 30 يونيه الجاري بأسابيع قليلة؟! المأخذ الثاني يتعلق بالشفافية، فالذي أثار شهية الانتقادات.. وكذلك القلق والتوجس من اللقاء هو "سريته".. فلم كان في "الظلام" وليس في "النور"؟!.. لأن اللقاءات السرية، حتى لو كانت من منطلق "النوايا الحسنة".. أو "الإصلاح" فإنها تستدعي ميراث نظريات المؤامرة، التي ما انفكت تحكم أوهامها على العقل المصري خاصة والعربي عامة. فالمشكلة بحسب تقديري، لا تتعلق بالاجتماع في ذاته، لأنه من التقاليد السياسية ولا شيء فيه.. وإنما يستحق فعلًا "النقد" الموضوعي وليس الجارح.. فقبول المعارضة اللقاء مع الإخوان، مسألة محيرة رغم أنها لُدغت من "جحر الجماعة" مئات المرات!!.. ناهيك عن "سريته" وما يثيره من تساؤلات تعزز من أجواء الشكوك والاتهامات المتبادلة بين الفرقاء والرفقاء كذلك. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.