أكد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، أننا نكتشف دائما في المآزق الوطنية الكبرى أن المثقفين يتكئون على "عكاز من قطن" سرعان ما لا يصمد أمام المهازل الوطنية الكبرى تجسد هذا بصورة لا مثيل لها بعد النكسة مباشرة، موضحًا أن الجميع وقعوا في هوة اليأس، واعتبروا أنهم المسئولون عن هذه الكارثة. وأضاف في تصريح خاص أننا كنا نلتقي يوميا بعد نكسة 5 يونيو 1967، ونتناقش في أحوال البلد بسرية طبعا، في ظل النظام الناصري "البوليسي"، ونفرغ ما في جعبتنا من انتقادات ومؤاخذات، ونعتبر أننا ناضلنا، وشاركنا ونعود الى بيوتنا سعداء. وأشار إلى أنه حين حدثت نكسة 5 يونيو 1967 حدثت الفاجعة في الوسط الثقافي كأنهم لم يكونوا يتوقعون الهزيمة، وهذا الأمر نفسه الذي يحصل الآن بعد ثورة 25 يناير التي سرقت منهم. وقال الأبنودي إننا المثقفين مازلنا أفرادا لا يجمعنا إطار، ولذلك فإن أصغر مجموعه منظمة، سواء كانت من الدولة ،أو من أي اتجاه آخر تستطيع أن توقعنا في هوة اليأس، موضحا أن المثقفين في 1967 كانوا يائسين واعتبروا أن الهزيمة نهاية العالم، والآن على الرغم من أن حماس الثورة بث بعضا من المقاومة في عروق المثقفين فإنهم يدورون حول أنفسهم. وأكد أن الوضع لم يختلف عن 1967 رغم أنهم فى ثورة يناير شاركوا فى الحلم، أما في النكسة فلم يأخذ أحد برأيهم، والنظام العسكري هو الذي قادهم إلى النكسة، وإلى هزيمة لم يرتكبوها، ومع ذلك ظلوا يحملون وزرها. وأوضح أنه خلال تلك الفترة قدم مجموعة من القصائد، التي اعتبرها المثقفون خارج السرب مثل "عدى النهار، يا بيوت السويس" وهذه القصائد كانت تثير العجب لدى المثقفين الذين لم يكتشفوا قيمتها إلا في وقت قريب. وأشار إلى أن الثورة التي شارك فيها المثقفون بعاطفه كبيرة وبجهد لا ينكر، سرقها منهم مجموعة من الجماعات المنظمة التي أخذت كل شيء في الدولة، منوها إلى أن المثقفين الآن في نفس الحيرة والإحساس بالعجز الذي وقعوا فيه من قبل، والآن ينتظرون معجزة -في زمن انتهت فيه المعجزات- لتطيح بما اختطف الثورة. وقال معبرا عن رأيه: "إن الثورة "عمل يدوي دائما " والمثقفون يشمئزون من فكرة " تلويث قمصانهم" في زحام الجماهير،وليس أمامهم سوى الانخراط في العمل الجماهيري ولا أعني بذلك أن يصبحوا أفرادا في حزب أو تنظيم، وإنما أن ينزلوا الى الشارع ويشاركوا الجماهير".