أكد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف المصري من بناء سد "النهضة الإثيوبي" موقف سيئ للغاية، وما حدث اليوم من البدء الفعلي في إجراءات بناء السد بتحويل مجرى النيل الأزرق يعتبر صفعة سياسية ضد السلطة المصرية وإهانة بالغة، فقد حدث هذا الامر بعد يوم واحد من مقابلة الرئيس المصري للرئيس الإثيوبي، ومن الواضح أن الرئيس الاثيوبي لم يطرح الموضوع أصلاً على الرئيس مرسي. وقال هاني رسلان في حوار مع "العربية": إن "تصريحات وزير الري المصري الدكتور محمد بهاء الدين في إثيوبيا والتي تحدث فيها عن أن سد النهضة الاثيوبي لن يضر مصر هي تصريحات تعبر عن التخلي عن المسؤولية". وأكد أن "مشروع سد النهضة له أهداف سياسية أكثر منها تنموية لإثيوبيا، ويبدو أن الأخيرة انتهزت فرصة انشغال السلطة السياسية المصرية حالياً بمشاكلها الداخلية، فتأكدت أن مصر لن تفعل شيئاً تجاه هذا الأمر، فقامت بالإعلان عن مشروعها". وكشف هاني رسلان أن "إثيوبيا غيّرت تصميم السد عدة مرات حتى وصلت سعته في المرة الأخيرة إلى 74 مليار متر مكعب، وهذا يؤكد أن إثيوبيا لها أهداف سياسية لأن هذا التصميم الأخير يولد طاقة أقل". وأضاف رسلان أن "لسد النهضة الإثيوبي أكثر من أربع تصميمات ودراسات متعددة آخرها وهو ما تم اعتماده ويشمل إقامة بحيرة ضخمة ملحقة بالسد تصل سعتها ل74 مليار متر مكعب من المياه يتم امتلاؤها على مدى ست سنوات كل عام تملأ فيه هذه البحيرة سيتم اقتطاع 12 مليار متر مكعب من نصيب مصر من مياه النيل كل عام والذي يصل ل55 مليار متر مكعب، ولا يكفي في الظروف الحالية للاستهلاك المائي للمصريين، كما أن هذه الكمية التي ستنتقص كل عام ستصيب مناطق زراعية كاملة بالصعيد بالتصحر بعد انخفاض منسوب السد العالي وبحيرته، إضافة إلى أن انخفاض مخزون المياه سيمنع السد من توليد الكهرباء ما سيؤدي لحرمان مئات القرى المصرية من التيار الكهربائي، وهو ما لم تقبله مصر وتوضحه كل الدراسات الدقيقة بالأرقام.