خبراء يؤكدون وجود 70 طناً من البذور ويحمّلون "والى" المسؤولية شحنات من البذور تم إدخالها دون أوراق رسمية بعد القرار الوزاري بمنعها أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن مصر من أكثر دول العالم تضررًا من وجود البذور المعدلة وراثيًا على أراضيها، مؤكدًا أن مصر كانت تستورد كميات كبيرة من البذور المعالجة وراثيًا في الفترة الأخيرة لاعتقاد المسئولين أنها تسبب زيادة في الإنتاج. وأشار نور الدين ل"المصريون"، إلى أن مصر بها 70 طنًا من البذور المعدلة وراثيًا، والتي بدأت في الدخول إلى مصر منذ عام 2008 ويوجد في محافظة المنوفية وحدها أكثر من 20 طنًا من هذه البذور، قائلاً: "إن هناك 70 طنًا بذورًا معدلة وراثيًا دخلت مصر في عام 2010 وفي عام 2011 دخل 40 طنًا، مما يؤكد أن الفلاح لم يُقبل على شراء هذه النوعية من البذور لارتفاع ثمنها من ناحية، وخوفه من أضرار هذه البذور من ناحية أخرى". وأضاف، أن شركة "مونسانتو" المتخصصة في زراعة هذه البذور، كانت من أكبر الشركات التي غزت السوق المصرية وملأتها بالبذور المعدلة وراثيًا لضعف الرقابة في العهد البائد، لافتًا إلى أن وزير الزراعة الأسبق "يوسف والي" تسبب في وفاة الآلاف من المواطنين وإصابتهم بأمراض خطيرة منها "التليف الكبدي والسرطان" لسماحه بدخول تلك البذور إلى مصر. من ناحية أخرى، قال محمد عبد القادر نقيب الفلاحين، إن الاتحاد الأوروبي رفض التعامل مع البذور المعدلة وراثيًا نظرًا لخطورتها الشديدة على الصحة، مؤكدًا أن تلك البذور تعطى إنتاجية كبيرة في المحصول ولكنها تسبب أضرارًا بالغة الخطورة. وأشار عبد القادر إلى أن تلك البذور موجودة في الأسواق المصرية ولا تحمل بيانات خاصة بها، مناشدًا جميع المزارعين بتحرى الدقة عند شرائها لأنها تشبه البذور السليمة ولا يوجد عليها ما يثبت أنها معدلة وراثيًا. وفي السياق نفسه، قال الدكتور أحمد الدروبي، الناشط البيئى، إننا لا نعرف حجم الأراضي المزروعة بالبذور المعدلة وراثيًا في مصر، مؤكدًا أن قرار وزير الزراعة رقم 378 لعام 2012 بوقف استيراد تلك النوعية من البذور لم يعمل به، وتم استيراد كميات كبيرة من البذور المعدلة وراثيًا في الفترة التالية للقرار الوزاري. وأكد الدروبي أن هناك 70 طنًا من البذور المعدلة وراثيًا دخلت مصر في ديسمبر 2010، وشحنة أخرى في يناير 2011 وكان بها 40 طنًا وجميعها بدون أوراق رسمية. وفي سياق متصل، أكد الدكتور أسامة الطيب، أستاذ متفرغ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، أن البذور المعدلة وراثيًا تقضي على الحشرات الموجودة بالتربة، مما يسبب زيادة الإنتاجية في المحصول، مؤكدًا أن تلك البذور منعتها الولاياتالمتحدة لأنها سببت حملاً كاذبًا للخنازير.
وأضاف الطيب، أن تلك البذور تسبب تليفًا في الكبد وتسبب أيضًا السرطانات بكل أنواعها، مناشدًا جميع الجهات المختصة بأهمية التدخل للتخلص من تلك البذور الموجودة في مصر ومنع دخول أي كميات أخرى من تلك البذور.
من جانبه، نفي المهندس صلاح معوض، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أي وجود للبذور المعدلة وراثيًا، لافتًا إلى أن هناك صنفًا واحدًا فقط من الذرة يسمي "عجيبة" YG، ولكن تم التحفظ على كمية البذور والتقاوي الخاصة بالصنف في 8 مارس 2012. ولفت معوض إلى أن مصر بصدد تشريع مشروع قانون يحدد وينظم تداول وزراعة الحبوب والبذور المعدلة وراثيًا، مؤكدًا أن هذا القانون سوف يتم عرضه على مجلس الشورى قريبًا.