يحتل ميناء القصير موقعًا هامًا تم استخدامه في مختلف العصور التاريخية في التجارة وغيرها فقد استخدمه الفراعنة في تجارتهم إلى بلاد بونت الصومال وإريتريا حاليًا. وقال محمد عبده حمدان -سكرتير مجلس مدينة القصير سابقًا، وأحد مؤرخي تاريخ البحر الأحمر- إن من مميزات هذا الميناء أنه يختصر المسافة إلى ميناء جدة وينبع إلى 10 ساعات بدلًا من 15 ساعة من ميناء سفاجا كما أن إحياء هذا الميناء وإعادة تشغيله مرة أخرى يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنمية الحركة السياحية. وأضاف حمدان أن ميناء القصير إذا تمت الموافقة على فتحه سوف يعمل على إحياء جميع محافظات صعيد مصر وذلك بتصدير جميع المنتجات الزراعية من جميع محافظات الجنوب، مشيرًا إلى أن هذا الميناء توجد به ميزة لا توجد في أي ميناء بالبحر الأحمر وهي أنه على الرغم من توقفه إلا أنه مازال مدرجًا على قوائم موانئ الملاحة العالمية. وأشار حمدان إلى أن ميناء القصير البحري يحتوى على رصيف بحري واحد ويحتاج إلى ترميم للعودة إلى العمل. ويضيف أبو السعود محارب دنقل -وكيل وزارة شركة النصر للتعدين والعضو المنتدب بالقصير سابقًا- أن ما حدث في الميناء متعمد ويعتبر ذلك جزءًا من تفكيك منظومة نقل خام الفوسفات عبر الميناء لأن هذه الأبراج المعدنية التي تم إنشاؤها في عشرينات القرن الماضي عن طريق شركة ألمانية متخصصة وللأسف كان هناك تقاعس من القيادات الشعبية والتنفيذية في ذلك الوقت لمنع هذا التخريب.
وأضاف أحمد نفيس عبد الرحيم -المدير العام لشركة الفوسفات سابقًا، وعضو مجلس محلى سابقًا- أن الميناء كان دائمًا عنوانًا للمدينة والآن توقف العمل به ونشاط شركة الفوسفات وأصبح الاعتماد على السياحة وهى غير مستقرة في ظل الأزمات المالية والاقتصادية العالمية لابد من التفكير جديًا في تطوير الميناء لافتًا إلى أنه تقدم باقتراح إلى المجلس المحلى لتطوير الميناء. وعبر محمد عبد الرحمن سالم -المرشد البحري بشركات الفوسفات والتعدين في منطقة القصير وأبو غصون- عن دهشته واستغرابه عن ما قام به المسئولون بشركة الفوسفات بالقصير من تدمير وتقطيع لأبراج شحن الفوسفات من الميناء التي تعد علامة من علامات التعدين في مصر والذي يدخل في مجال التخريب المتعمد، لافتًا إلى أنه بتطوير الميناء يمكنه استقبال أي سفن من أي نوع من السفن. أما عن ميناء أبو طرطور الذي يقع على بعد 70كم جنوب مدينة سفاجا ويعمل حاليًا في تصدير الفوسفات، يقول محمد عبد حمدان -سكرتير مدينة القصير سابقًا وعضو مجلس محلى محافظة سابقًا- إنه منذ قيام الثورة تم سرقة قضبان السكة الحديد لقطار ميناء أبو طرطور في عز النهار، ولكن يعمل الميناء حاليًا بصورة جيدة من خلال نقل خام الفوسفات من خلال الحافلات الكبيرة إلى داخل الميناء أما عن ميناء أبو غصون جنوب مدينة القصير وميناء الحمراوين شمال مدينة القصير فهم يحتاجان إلى تطوير و يعملان في تصدير خام الفوسفات. ويقول سعد محمد -مدير إدارة بشركة النصر للتعدين بمدينة القصير ميناء الحمراوين- يعمل حاليًا في تصدير خام الفوسفات إلى أندونيسيا وباكستان والهند والدول الأجنبية الأخرى وقد تم اعتماد 300 مليون جنيه من الشركة القابضة لتطويره وتبرعت شركة النصر للتعدين بمبلغ 30 مليون جنيه لربط شبكة الكهرباء بالشبكة الموحدة بمدينة سفاجا والقصير و قرية الحمراوين وبذلك تكون الشركة قد ساهمت في حل مشكلة الكهرباء التي تعانى منها مدينة القصير. ميناء سفاجا يعانى المعتمرون وحجاج بيت الله الحرام والعائدون من السعودية من تدنى الخدمات أمام ميناء سفاجا البحري وعلى إثر ذلك قامت الكافيتريات المحيطة بالميناء باستغلال هذا الموقف من ارتفاع أسعار دخول مراحيض المياه لقضاء الحاجة حيث لا توجد مراحيض آدمية أمام الميناء، في حين توجد قرية للحجاج تبعد عن الميناء بحوالي 3 كيلومترات وغير مفعلة وتم تجهيزها بجميع الخدمات من مراحيض ومياه وكهرباء واستراحات للمسافرين وساحة كبرى لانتظار الحافلات إلا أن مجلس مدينة سفاجا لم يلزم شركات الحج والعمرة بنزول المعتمرين والحجاج بقرية الحجاج. وتقوم شركات السياحة بنزول الأفواج أمام الميناء ويمكث المسافرون 10 ساعات أمام الميناء الذين يفترشون الحصير على الأرصفة لحين دخولهم الميناء في حالة من الفوضى وعرقلة المرور حول محيط ميناء سفاجا، إضافة إلى سوء تنظيم مواعيد وصول الحافلات القادمة من المحافظات المحملة بالمعتمرين المغادرين إلى السعودية. وقال حمدي بشير جاد الرب -أحد المعتمرين من محافظة قنا- فوجئنا بعدم وجود دورات مياه أمام الميناء، متسائلًا لماذا لم يتم تفعيل وفتح قرية الحجاج؟! وبدوره قال حمادة شوقي -أحد المعتمرين المغادرين- إن بعض شركات السياحة تقوم بحجز تذاكر سفر كثيرة جدًا بدون التأكيد على مواعيد السفر وتقوم بنقل المعتمرين والحجاج إلى ميناء سفاجا دون التأكيد على يوم السفر وكذلك تقوم العبارة بأخذ التذاكر المقرر سفرها والباقي يمكث خارج الميناء لانتظار عودة العبارة من السعودية وتأكيد السفر مرة أخرى. وأضاف شوقي يجب أن تكون هناك رقابة على شركات الحج والعمرة وأن تلتزم مع المسافرين في تحديد مواعيد السفر.
ومن جانبه، أكد اللواء على شوكت -رئيس مجلس مدينة سفاجا- أنه يتم حاليًا إلزام شركات السياحة بأن تقوم بنزول المعتمرين والحجاج والعاملين بالدول العربية داخل قرية الحجاج في مدينة سفاجا حيث تم إنشاء هذه القرية خصيصى لرحلات الحج والعمرة وتوجد بالقرية أكثر من 50 حمامًا وغرف مزودة بالمقاعد وكافيتريات وساحة كبرى لانتظار الحافلات. وأضاف شوكت هناك خطة تم وضعها وهى أن القرية تستقبل المغادرين بها ويكون هناك مندوب من الشركة لاستقبال المغادرين داخل القرية وهو المفوض بأخذ المغادرين بعد أن يستريحوا بقرية الحجاج بعد عناء السفر أن يتم تحديد ميعاد السفر لهم ويقوم بنقلهم من القرية إلى الميناء مباشرة بواسطة حافلات مخصصة لهم. ورصدت "المصريون" معاناة العائدين من السفر داخل ميناء سفاجا عبر بلطجة الحمالين وإجبار العائدين على دفع مبالغ كبيرة في مقابل رفع الحقائب ويرجع السبب في ذلك كثرة التصاريح التي يتم استخراجها لشركات الخدمات داخل الميناء. على سبيل المثال كل شركة مخصص لها 100 تصريح للعاملين بها وتقوم هذه الشركات مثل شركة النظافة ورش المبيدات بعمل تصاريح أكثر من المتفق عليها يتم عمل التصريح للشركة من قبل إدارة الميناء ب 3 جنيات وتقوم شركة الخدمات ببيع التصريح ب 300 جنيه للعامل وبذلك تأتى من هنا زيادة عدد التصاريح والمستفيد الأول والأخير هي شركات الخدمات التي تدفع للميناء 3 جنيات للتصريح في مقابل بيعه ب 300 جنيه للعامل. ويقول خالد سعيد -مدرس من أبناء مدينة سفاجا- يجب على إدارة الميناء تحجيم استخراج التصاريح لأن هذه الشركات تستخرج التصريح ب 3 جنيات في مقابل بيعه للعامل ب 300 جنيه. ويضيف كرم جمال بدوى -أحد العائدين من السفر من محافظة الشرقية- كانت معي 5 حقائب فقال لي الحمالون: عليها 3000 جنيه مقابل المشال فقلت لهم هذا المبلغ كبير جد فيجب أن يتم تخفيض المبلغ فنهرني الحامل وزملاؤه وقال لي إما أن تدفع أو يتم الاعتداء عليك فتدخل ضابط الشرطة للتفاوض معهم وأقنعهم بأن يأخذوا 1500 جنيه بعد مشادة بين الطرفين فوافق الحمالون على المبلغ وأنا وافقت أيضًا لكي أنفذ بجلدي. ويقول شاهد عيان داخل الميناء رفض ذكر اسمه كانت هناك مشاجرة بين الحمالين وشخص قادم من السعودية على ثمن المشال نتج عن هذه المشاجرة قطع أذن الراكب لعدم دفع القيمة المالية التي يريدها الحمالون حيث يسمونها "قهوة التفريغ". وأشار أحد العاملين داخل ميناء سفاجا إلى انتشار تجارة المواد المخدرة من قبل الحمالين والبلطجة على الضباط وأفراد الشرطة حيث يقوم ضباط الشرطة باعتراض الحمالين غير الشرعيين الذين لا يحملون تصاريح دخول للميناء ويقومون بدخول الميناء من خلال شركة الصوامع وسور الميناء ويقوم غفراء شركة الصوامع بمنه دخولهم خوفًا من بلطجة الحمالين. وطالب أحد الموظفين بالجمرك وزارة الداخلية بتكثيف التواجد الأمني داخل وخارج الميناء وتعلية سور الميناء وعمل خدمات مستمرة من قوات الأمن المركزي و التنبيه على المسئولين بعدم عمل تصاريح من الخارج إلا لأبناء مدينة سفاجا فقط للسيطرة على المشاكل التي تحدث من قبل الشيالين غير الشرعيين وعمل معايير للدخول لمنع أى تأثير سلبى فى حركة السياحة فى مصر. ولا تختلف مشكلات ميناء الغردقة البحري كثيرًا عن ميناء سفاجا من حيث معاناة الحجاج والمعتمرين حيث وصفه الخبراء بسلخانة ضيوف الرحمن والعاملين بالدول العربية حيث يطالب العاملون والمعتمرون بحل جذري لمشكلاته بدلًا من تفاقمها.