نشرت المصريون في صفحة البداية خبرا قصيرا قال : "أعلن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم المصري أن الوزارة تدرس إمكانية زيادة مصروفات المدارس الخاصة ولكن بشكل تدريجي لا يرهق أولياء الأمور ، مؤكدا أن التعليم الخاص قبل الجامعي في مصر في مجمله أفضل من التعليم الحكومي ، مدللا على ذلك بالضغط على المدارس الخاصة وما نلمسه من رغبة أولياء الأمورفي دخول أبنائهم هذه المدارس مهما كلفهم الأمر" ويتضمن هذا الخبر عدة أمور لا أعرف إن كان الوزير يدركها حقا أم أنه يقفز فوقها ليصل إلى أمور أخرى: أولا : إن ما يقوله من أن التعليم الخاص أفضل من التعليم الحكومي هو اتهام للوزارة وله باعتباره وزيرا للتعليم قبل الجامعي ، ولا يعنينا هنا أنه تسلم منصبه الوزاري منذ فترة وجيزة ، فمسئوليته أذا أن يرتقي بالعملية التعليمية في المدارس الحكومية ليصل إلى مستوى التعليم الخاص (على حد تعبيره) ثانيا: إن تعبيرالتعليم الخاص والتعليم الحكومي يبدو غريبا ، ولا نعرف إن كان مقصودا أم غير مقصود ، فالواقع أن التعليم قبل الجامعي تعليم واحد . نعم هناك "مدارس حكومية" وهناك "مدارس خاصة" سواء كانت مارس لغات أو مدارس مستوى رفيع ، فالمناهج واحدة ، والكتب هي ما تقرره وزارة التربية والتعليم ، بغض النظر عن لغة تعليم الرياضيات والعلوم ، والفرق فقط في حجم مناهج اللغات . ثالثا: إن القول برغبة وإقبال أولياء الأمورعلى دخول أبنائهم المدارس الخاصة يحتاج إلى مراجعة ، والنظر فقط إلى أعداد الطلاب في كل من نوعي المدارس سيوضح الأمر ، إذ يبدو أن الوزير هو فقط وزير لمن يمتلكون القدرة المالية على إلحاق أولادهم بالمدارس الخاصة ، هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى يجب أن ننظر إلى رغبة أولياء الأمور التي يتحدث الوزير عنها في إطار أشمل ، فالأمر لا يتعلق بجودة التعليم بين نوعي المدارس ، بقدر ما يتعلق برغبة أولياء الأمور في إجادة الأبناء للغة الأجنبية ، إي أن المسألة هي " تعلم وإجادة اللغة الأجنبية" ، وهنا فمسألة اللغة لها علاقة بمسألة ثقافة الجيل أو الأجيال ولها علاقة بسوق العمل وتحول إجادة اللغة الأجنبية من شروط الالتحاق بالوظائف في المواقع "المحترمة" ، ولا عجب أن نرى لغتنا العربية وعلاقة ابنائنا بها تضعف ، واستمعوا إلى مذيعي التليفزيون والإذاعة لتجدوا أن مفردات اللغة الإنجليزية تغزو الأذان رابعا: لم يوضح السيد الوزير – أوعلى الأقل لم يوضح الخبر – ما هي الأسباب التي ستدعو الوزارة للتفكير في زيادة المصروفات ، هل لأن أولياء الأمور يقبلون عليها ، أم لأن أصحاب المدارس الخاصة هم من يضغط من أجل ذلك ، وما هو الأساس الذي سيتم عليه رفع المصروفات علما بأن هناك مستويات متعددة للمدارس الخاصة سواء منها مدارس اللغات أو مدارس المستوى الرفيع.