شهد اجتماع لجنة حقوق الإنسان، بمجلس الشورى، أمس، مشادات بين عدد من النواب الأقباط والمنتمين لحزب الحرية والعدالة، على خلفية ما قاله والد الفتاة المختفية، حاتم كمال الشاذلي، حول إجراء أحد القساوسة "بسحر أسود سلفي" لابنته، حيث رفض النائب كمال سليمان ذلك الحديث تماماً، قائلاً: هذا الكلام غير صحيح، وليس موجودا بالديانة المسيحية مثل ذلك.. لقد سكتنا على كل حديث كثير مغالط، لكن هناك أشياء لا نستطيع الصمت أمامها.. ولو استرسلت لازم نوقفك عند حدك"، الأمر الذي أثار غضب نواب حزب الحرية والعدالة وقالوا: "لابد أن نلتزم حدود اللياقة والأدب، ويعني إيه توقفه عند حده"، فعلق كمال: "هناك أشياء متعديش"، فرد النائب محمد سيد رمضان: "اللي مش قادر يمسك أعصابه يطلع بره.. نحن نأتي هنا لحل المشكلة وليس لإثارة مشكلة أخرى". واستمر الجدال بين الطرفين، وانتهى الأمر بمطالبة النائبة نادية هنرى، بأن تقوم إدارة الجلسة فقط بتوجيه الحديث للنواب. وكان والد الفتاة قد استطرد واقعة اختفاء نجلته "رنا"، منذ نحو 70 يوماً، حيث قال إن نجلته التي كانت بكلية "الزراعة" بالفيوم، لم يكن لها أصدقاء سوى فتاة مسيحية تدعى "مارينا"، وظهر بعدها شاب معهم على أنه خطيب الفتاة المسيحية، موضحاً أن ذلك الشاب اكتشفوا فيما بعد أنه من بني سويف، وهو ما دفعنا للتساؤل عن سبب حضوره للفيوم، وعندما نقلت "رنا" دراستها من الفيوم إلى بني سويف، اتبعها الشاب حتى هناك، وأن نجلته كانت تحكي أثناء تلك الفترة لشقيقتها عن أن هناك قسيسا قد قرأ على رأسها أشياء، وسكب علي وجهها مياهًا، قائلاً: "كل تلك الأمور ربطناها سوياً بعد اختفائها". وتابع الشاذلي، أن نجلته اختفت يوم 21 فبراير الماضي، عندما توجهت إلى كليتها لمعرفة جدول الفصل الدراسي الثاني، ولم نعلم عنها شيئاً حتى الآن، وعندما توجهت للجهات الأمنية، قالوا إنه لا يمكن التقدم ببلاغى إلا بعد 24 ساعة، فذهبتُ وبحثتُ عنها في المستشفيات فلم أجدها، فتوجهتُ لأفتش في أغراضها الشخصية، وجدت أوراقا تخص تعاليم الديانة المسيحية سواء تعليم الصلاة أو الترانيم، وورقة مكتوبًا عليها اسم "أبونا فانوس" – عاطف القمص متياس - دير العذراء مريم، فتوجهت إلى جيراني من الأقباط، وتوجهنا إلى الدير، فأنكر القس وجود "رنا" لديه، وعندما عرضت عليه الصورة قال "مش فاكر.. المسلمين هنا أكثر من المسيحيين"، فسألته لماذا؟ قال: "اللي عليه عفريب أو اللى عايزة تخلف". واستطرد الشاذلي: حاولت أن أحل الموضوع وديا بيني وبين "القسيس"، فقال لي: "سأصلي لها وندعو لها بالمذبح"، فقلت: سأمنحك حتى الساعة الخامسة، ولن أحضر إلى هنا منعا للحرج، وسأتصل بك لأعرف أين هي، وعندما اتصلت في الخامسة قال لي: "لسه شوية"، قائلاً: "عرفنا بعد ذلك أن هذا القسيس يعمل بالسحر الأسود السفلي"، وعندما ثار النائب كمال سليمان غضبا من حديثه، أوضح والد الفتاة أن هذا الحديث جاء على لسان أخت مسيحية ممن قالت: "رنا معمول لها سحر أسود سفلي ولا يفك إلا عن طريق من قام به". وأوضح والد الفتاة، أنه لم يتهم القسيس إلا بعد أيام لأنه كان يريد حل الموضوع وديًا، حيث تقدم ببلاغ للشرطة بعد ذلك، والتي أكدت في بداية الأمر أن الفتاة لم تغادر مصر، لكنه جرى الاكتشاف فيما بعد أنها توجهت إلى "تركيا"، ثم ذكروا "فرنسا"، ومنذ ذلك الوقت التقيت وزير الداخلية، ثم لقاء مع الرئاسة، وأكدوا تحرك جميع الجهات، قائلاً: "قال عبد الرحمن شكرى عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة إن الأمن تواصل مع البوليس الدولى "الإنتربول" للقبض على الشاب والفتاة". وأضاف: تواصلنا مع رئاسة الجمهورية التى أبلغتنا أنها مهتمة بالأمر، وأنها أبلغت وزارة الخارجية للاتصال بالسفارات للوصول لرنا فى الخارج. وناشد شكرى الأقباط المساعدة فى إعادتها مرة أخرى لأهلها، رافضا أى نوع من العقاب الجماعى للأقباط. من جانبه، حذر محمد مصطفى، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور السلفى، من عدم السيطرة على غضب الشباب المسلم إذا لم تعد الفتاة، وقال: "حتى الآن نحن نستطيع امتلاك زمام الأمور، ولكن فى لحظة ما قد لا نستطيع السيطرة على الشباب". وتابع: "حاولنا إخماد الفتنة على مدار شهر إلى أن تأكدنا أن الفتاة هربت مع شاب مسيحى، وهذا أمر يثير حمية الشباب ولا يرضى أحدا، ومع ذلك حاولنا تهدئة الشباب، ويوم الجمعة حدثت مظاهرات تجمع فيها بلطجية معروفون من بنى سويف والأمن سيطر على الموقف".