إلى جانب الفقر والمرض وغلاء السعار الذين يحطمون حياة المصريين، كشفت دراسة حديثة، أن أكثر من 70 في المائة من الأغذية المتداولة في الأسواق المصرية غير مطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، رغم أنها تمثل مصدر الغذاء لأكثر من 55 في المائة من المصريين، أي ما يعادل 44 مليونًا من السكان، وهو السبب الرئيس وراء تدهور الصحة العامة في مصر. ويؤدي ذلك بحسب الدراسة التي أعدتها الدكتورة داليا حسن، أستاذ علوم التغذية والسموم بجامعة القاهرة، إلى إصابة المصريين بالعديد من الأمراض، خاصة الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية المزمنة والحادة، إضافة إلى إصابة الآلاف بفيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ ) والأورام السرطانية والفشل الكلوي والكبدي. وأكدت الدراسة أن وزارة الصحة تنفق أكثر من 600 مليون جنيه سنويًّا، لمكافحة الأغذية الفاسدة، في صورة أدوية وقائية وعلاجية، كما تقول الدراسة. وأكدت الدراسة أن معظم الفنادق والمطاعم الفاخرة في مصر تلجأ إلى استيراد الأطعمة التي تقدم للسائحين والنزلاء، خاصة اللحوم بكافة أشكالها، للحفاظ على سمعتها ومكانتها العالمية، حيث يقدر إجمالي ما يتم استيراده سنويًا بنحو 4 مليارات دولار سنويًا، تنفق على استيراد مواد غذائية فاخرة كطعام للسائحين والضيوف الأجانب. وأظهرت الدراسة، أن نحو 44 مليون مصري لا يتناولون الوجبات البروتينية الحيوانية بصورة أساسية، ولا تدخل اللحوم والأسماك ضمن قائمة طعامهم بصورة منتظمة، وتحل ضيفة حسب الظروف الاقتصادية للأسرة، حيث تقتصر آلاف الأسر على تناول اللحوم مرة واحدة شهريًا، خاصة فئة الموظفين الذين يزيد عددهم على 5 ملايين مواطن. ويعتمد أكثر من 61 % من شريحة الفقراء في طعامهم على البقوليات، خاصة الفول والعدس كبديل بروتيني نباتي عن البروتين الحيواني، رغم ارتفاع أسعارها. وكشفت الدراسة عن مفاجأة كبيرة، حيث أكدت أن سلة المهملات المصرية تعد أغنى سلة مهملات في العالم، والسبب الرئيس وراء ذلك لا يعود إلى رفاهية الوجبة أو رفاهية الأسرة المصرية كما تدعي الحكومة لكن يعود إلى أن 70 % من وجبات المصريين فاسد وغير صالح للاستهلاك الآدمي فيكون مصيرها سلة المهملات. ونتيجة ذلك، تجاوز سعر طن القمامة في مصر الرقم القياسي العالمي، حيث بلغ سعره نحو 6 آلاف جنيه، بعد إعادة تصنيعه نظرًا لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة، خاصة الصناعات البيئية مثل صناعات السماد العضوي.