حشدت جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة وحركة حازمون وحراس الشريعة والجماعة الإسلامية، الآلاف من أعضائها في مختلف المحافظات للمشاركة في مليونية تطهير المؤسسات والقضاء احتجاجًا على حكم محكمة الجنايات الصادر بإخلاء سبيل الرئيس السابق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين وتبرئة رموز الفساد بالنظام السابق فى حين قاطع كل من حزب النور السلفي وحزب مصر القوية وجبهة الإنقاذ، مطالبين بمحاكم ثورية، مؤكدين أنهم ضد إقصاء القضاة بأسلوب شعبي وأنهم لن يكونوا دمية في هذه اللعبة. ففى الإسكندرية تظاهر العشرات من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بمشاركة "دعوة أهل السنة والجماعة، حزب العمل، الوسط، الأصالة، البناء والتنمية وائتلاف شباب الثورة"، عقب صلاة الجمعة، بمنطقة سيدي جابر، في مليونية "تطهير القضاء". وحمل المشاركون لافتات "يا كل مؤسسات الدولة طهروا أنفسكم"، "مصر ضحية قضاء مبارك طهر يا ريس وإحنا معاك"، "القضاء أفرج عن كل رموز النظام السابق". وطالب المتظاهرون بضرورة تطهير القضاء المصري وإقرار قانون للسلطة القضائية، وإعادة محاكمة قتلة الثوار. واختفي تمامًا العنصر النسائي من جماعة الإخوان المعروف بتواجده ومشاركته الفعالة في التظاهرات، وذلك تحسبًا لأي هجوم من أنصار جماعة البلاك بلوك التي توعدت للجماعة في منطقة سيدي جابر. وفى بنى سويف، أعلن الدكتور ناصر سعد، أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة بالمحافظة، أن الحزب وفر أتوبيسات وسيارات لنقل المتظاهرين إلى مدينة القاهرة، مشددًا على مواصلة النضال السلمى من أجل تطهير جميع مؤسسات الدولة من أذناب النظام السابق واستكمالا لأهداف الثورة، مؤكدًا أنَّ عددًا كبيرًا من القضاة هم جزء من النظام السابق. وأكد المهندس طارق حسن جودة، رئيس مؤسسة مصر القوية ببني سويف، أن الحزب لن يشارك في المليونية مرجعًا عدم المشاركة لعدم جدية الجبهة التي تسمى جبهة الضمير وأن الدعوة إلى تطهير القضاء من داخل جماعة الإخوان وأرادوا الخروج ليضيفوا عليها صبغة شعبية وأنها قصة مفتعلة وهم يريدون إقصاء القضاة بأسلوب شعبي ونحن لن نكون دمية في هذه اللعبة. من جانبه، أوضح الشيخ مصطفى حمزة، القيادي بالجماعات الإسلامية، أن الجماعة سوف تحشد جميع أعضائها على مستوى محافظات الجمهورية للمشاركة داعيًا الشعب المصرى بجميع طوائفه للخروج لتأييد المطالب الشرعية للثورة بتطهير القضاء، مُطالبًا الرئيس مرسى المنتخب بإرادة شعبية عبر انتخابات نزيهة باتخاذ إجراءات أكثر قوة للإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى فى مواجهة الأزمات التى تعصف بالشعب المصرى وللتصدى لقوى الثورة المضادة التى يقودها فلول النظام السابق وأبواق إعلامية مأجورة . من ناحية أخرى، أوضح محمد إبراهيم عويس، نائب رئيس حزب التجمع والقيادى البارز في جبهة الإنقاذ الوطنى، أن التظاهر على القضاة غير مقبول ويدخل البلاد في مشكلة سياسية هى في غنى عنها، خاصة مع الخلاف المتنامى بين السلطتين القضائية والتنفيذية، مطالبًا الرئيس محمد مرسى بسرعة تشكيل محكمة ثورية لمحاكمة قتلة الثوار ابتداءً من جمعة الغضب مرورًا بشهداء المحافظات ومذبحة بور سعيد والعباسية وماسبيرو والاتحادية ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومعاقبة كل مّن أتلف وثائق إدانة مبارك والعدالى ومعاونيه، فضلا عن سرعة إقالة النائب العام طلعت عبد الله وتعيين نائب عام جديد طبقًا لنصوص الدستور. وفي الإسماعيلية أعلنت جميع القوى السياسية والثورية بالإسماعيلية سواء الإسلامية منها أو المدنية فيما عدا جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، رفضها المشاركة في مظاهرات اليوم أمام دار القضاء العالي بالقاهرة والتي تقام تحت اسم "تطهير القضاء". وأكدت بعض القوى أن هذه المظاهرات تعتبر تكميمًا لأفواه القضاء وأخونة ما تبقى منه، وأنها لن تشارك في هذه المظاهرة لأن تطهير القضاء لا يأتي من خلال المظاهرات. وأشارت بعض القوى السياسية إلى أن العيب ليس في رجال القضاء، ولكن العيب في القصور الموجود في القوانين التي أصبحت لا تتماشى مع الظروف الحالية، ولابد من تغييرها فورًا. وتزامنًا مع مليونية تطهير القضاء والإعلام بميدان التحرير، تجمع المئات من المنتمين للأحزاب والقوى الإسلامية بسوهاج بميدان الثقافة بعد صلاة العصر مباشرة، مرددين هتافات تطالب بتطهير الإعلام والقضاء، حيث شاركت الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، والعديد من المنتمين للدعوة السلفية بسوهاج في الوقفة التي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين. وأكد الشيخ علاء صديق، الأمين العام لحزب البناء والتنمية بسوهاج، مشاركة الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية في الوقفة، مشددًا على أن المشاركة تأتي في سياق الدعم لفكرة المليونية وتأييدًا لمطالبها إلا أن الجماعة سوف تدعو لمليونية أخرى لحماية الثورة سوف يعلن عنها في حينها. وأضاف الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي أن القضاة تحولوا لمحامين في قضايا قتل المتظاهرين لأن هناك "جيوب" تقود الثورة المضادة طوال العامين الماضيين، ويستخدمون في ذلك خبراتهم القانونية لتبرئة مبارك وعصابته وليس في البحث عن الحقيقة التي توصل للعدل لأن أحكام القاضي هى وجهة نظر للقاضي في القضية المطروحة أمامه، فإذا كانت وجهة النظر متأثرة بخلفية سياسية أو رأي شخصي أو تخوف من نظام سياسي جديد وقتها يكون حكم القاضي متأثرًا بهذه الحالات. وأشار الدكتور محمد المصري، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، إلى أن الحزب قد أعلن تنظيمه للمظاهرة الجمعة ودعا لها القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في ميدان الثقافة وذلك تزامنًا مع مظاهرة ميدان التحرير. وفى البحر الأحمر سادت حالة من الهدوء بمعظم ميادين المحافظة عقب صلاة الجمعة اليوم بالرغم من دعوة الجماعات الإسلامية لعمل مليونية لتطهير القضاء والتي دعا إليها عدد من القوى والأحزاب السياسية. وقال المهندس عماد الأنصاري القيادي بالجماعات الإسلامية بالبحر الأحمر إنهم يطالبون بتطهير القضاء وكل مؤسسات الدولة من الفساد واستكمال أهداف الثورة.