المتأمل لمانشيت جريدة الشروق أمس " نظيف فى البرلمان : طن زبالة لكل مواطن .. يحمد الله كثيراً على أن الدكتور نظيف أهتم بالمواطن المصرى أخيراً، ومنحه طن زبالة، فمنذ تولى الدكتور نظيف وعينه على المواطن المصرى يهتم ب " دخوله " من رغيف العيش إلى الأزمات الطاحنة التى مر بها، وها هو الآن يهتم ب " خروجه " ..! فقد أكد أننا " ننتج " 75 مليون طن زبالة كل عام ، أى طن زبالة لكل مواطن ..!! خلاف طن الزبالة الذى نسبه الدكتور نظيف ، متناسيا الأطنان الخاصة به ، لأن هناك موروثا فينيقيا يقول أن كل مواطن ينتج زبالتة حسب طوله ، هناك مسألة أخرى فى بيانه أمام مجلس الشعب أمس وهى قوله أن الاقتصاد المصرى صمد أمام الأزمة المالية العالمية " وهذا الأمر يعود إلى سياسة الإصلاح الإقتصادى التى تتبعها الحكومة " وأضاف " لم يتأثر أى بنك فى مصر بالأزمة ولا أى مودع مصرى "، وهذا الأمر به بعض الصحة إزاء الإقتصاد العشوائى، والطريقة العشوائية التى يدار بها الإقتصاد فى مصر، لذا من الغير المعروف كم تأثير الأزمة على مصر، لكن يجب لفت نظر رئيس الوزراء الى أن مثل هذه التصريحات كانت تصدر من دبى قبل أن تنفجر أزمتها الأخيرة بأيام، لذا يجب الانتباه والحرص وإعادة جدولة خططنا الإقتصادية حتى لا نقع فيما وقعت فيه إمارة مثل دبى، خاصة أن الأزمة عندنا ستؤدى إلى تداعى أزمات أخرى تحاول أن تطفو على السطح لكننا كالعادة نفطسها حتى تأتى حكومة أخرى وحكم آخر قد لا يأتى . المتناقض فى بيان رئيس الوزراء تأكيده على أن حكومته نجحت فى خفض معدلات البطالة من 11% إلى 7.8% ثم عودته ليؤكد أن نسبة البطالة عادة للزيادة مرة أخرى لتصل إلى 9.6% بسبب الأزمة العالمية، فى نفس السياق الذى أكد فيه أننا لم نتأثر – على الإطلاق – بالأزمة العالمية . يستقبل الدكتور نظيف عام 2010 بتفاؤل كبير، لكنه تفاؤل يخص الأغنياء فقط غير عابئ بما يعانيه المواطن الفقير، فقد كان الوزراء يأتون من بيئة تحس بالمواطن المصرى الغلبان ومعاناته اليومية فى توفير رغيف العيش أو وجبة لأسرته، ثم أصبح الوزراء يهبطون بالباراشوت بطائراتهم الخاصة وسياراتهم الفارهة والبيزنس الخاص بهم فى مصر ودول الخليج وأوروبا، لذا لا يضع رئيس الوزراء أو حكومته المواطن فى بالهم، حتى التعليم الذى لو صلح حاله لصلح حال البلد كلها أتوا له برجل يقمع كل فكر حر، كان يقمع طلابا يتظاهرون فى جامعة عين شمس – أثناء رئاسته لها – لا يطالبون بشيىء سوى بعض من الديمقراطية، لذا كان لابد من رد الجميل للدكتور أحمد زكى بدر .. مبروك عليه الوزارة ومبروك عليه أيضاً جلوسه فى البرلمان – لأول مرة واستماعه لبيان الدكتور نظيف، وهنيئاً له ولرئيس الوزراء مصر، وغفر الله ما تقدم للمرحومة من ذنبها وما تأخر ..!! [email protected]