ثقافة الإنسان جزء من عقله وليس العكس وغالبًا الجزء المسيطر عليه الموجه له ويظهر هذا فى الشعوب التى تلاشى فيها العلم أو كاد أو سيطرت عليها الأهواء والشهوات، فالمصري لا يدخن أمام أبيه ولكن الأمريكي "ما يفرقش معاه حتى لو حشش قدام أبوه" هذا جزء من الموروث الثقافي. ونتيجة لموروث ثقافي حديث رسخ في عقول الكثيرين أن المتدين حبيس المسجد حبيس العقيدة لايعرف من أمور دنياه سوى حرام حرام ولا يعرف من أمور آخرته سوى عذاب القبر ونعيمه. هو عبيط القرية في أدبياتنا درويش الحال رث الثياب "راجل بركة" تأكل القطة عشاه ويتسلى الفأر بفطاره، وعلى النقيض وفي نفس الموروث الثقافي يقف غير المتدين واد مفتح "بورم" يلعب بالبيضة والحجر فلا البيضة انكسرت ولا وقع الحجر، صايع بر وبحر كمان "برمائى يعني". وكلما أوغل في الفجور أوغل في النجاح. خمورجي بالليل وبيزنس مان بالنهار. وبالمثل فإن المرأة المتدينة منطوية منكسرة يائسة بائسة لا تعرف مذاقًا للحياة، خادمة مطيعة جاهلة بأحوال الدنيا لقمة طرية لأولاد الحرام، وعلى النقيض فالمرأة غير المتدينة "أوية وأدرة" بالألف مش بالقاف- لا يطول منها أحد أي شيء مع أنها منطالة منطالة. لاشك أن لهذه النظرة أثر كبير في تعاملنا مع الملف الإسلامي والحكم الإسلامي والمشروع الإسلامي ولكل شيء له بعد إسلامي. ولنكون منصفين فإن جزءًا منها له ظل من الواقع فالكثير من المتدينين يتصفون بسذاجة في تعاملهم مع الحياة ويتصفون أكثر بحماسة عمياء لدينهم ولمشروعهم وفي سبيل ذلك يدوسون على آخرين ظنًا منهم أنه طريق واحد واتجاه واحد وبالفعل هو طريق واحد واتجاه واحد ولكنه "مش طريق حارة واحدة" هو طريق متعدد الحارات يتسع للمتدين ولغير المتدين يتسع للعاصي والطائع طريق لا يملكه أحد من البشر وهذا من مميزات الإسلام التي لا يتميز بها غيره، هو باب عرضه السماوات والأرض لا يغلق حتى يأذن صاحبه. ولنكون منصفين أكثر فإن كثيرًا من غير المتدينين أصحاب نوايا سيئة فلا يعجبهم نجاح أي شيء يمت للإسلام بصلة، بل وإن تفسير الدين عندهم ما هو إلا مجموعة من أقوال مأثورة يتلوها المسلم من قرآنه كما يتلوها البوذي من حِكم بوذا. هو مجموعة من عادات وعبادات يؤديها المسلم في مسجده لخالقه كما يؤديها البوذي في معبده لتمثاله هذا حقه وهذا حقه، وهذا أمر لا وجه للمقارنة فيه فالسجود لله في عليائه ولم نره -إيمانًا واحتسابًا- لا يقارن بسجود لتمثال أو لبشر لا يضر ولا ينفع. الموروث الثقافي السيئ عن التدين والتصرف السيئ لكثير من المتدينين والنوايا السيئة لكثير من غير المتدينين من العناصر التي تتحكم في نظرتنا لمشروعنا الإسلامي القادم إما نجاحًا وإما فشلًا. [email protected]