دير مواس مركز منسى رغم تاريخه العريق وسيرة أبنائه الذى تشهد بها الثورات والأحداث السياسية المتعاقبة والتى تدل على القيمة التاريخية والسياسية لهذا المركز، فعيد المنيا القومى أقيم تخليدًا للدور الرائد لأبناء ديرمواس تحديدًا فى التصدى للاحتلال الإنجليزى ومقتل "بوب" مفتش السجون الإنجليزي. ويشتهر المركز بوجود مزار سياحى متمثل فى مغارات أثرية تعود لإخناتون. عيد المنيا القومى وعائلة أبو زيد: عائلة "أبو زيد" - عمدة دير مواس الأسبق فى أوائل القرن العشرين- واحدة من أبرز العائلات المصرية التى أنجبت الأبطال والثوار، حيث قاد أبناؤها ثورة 1919 فى دير مواس التابعة لمركز ديروط بمديرية أسيوط قبل أن تتحول القرية إلى مدينة تابعة لمحافظة المنيا فيما بعد، لكن التاريخ الحديث يصر على تجاهل أهالى دير مواس بصفة عامة وعائلة أبو زيد بصفة خاصة، رغم أن شيخ المؤرخين "عبد الرحمن الرافعى" وصف أحداث دير مواس بأنها كانت أشد حوادث الثورة عنفا فى مصر كلها، وقال إن هذه الثورة أعقبتها محاكمات كثيرة جدًا وأنه لم يحدث فى تاريخ الإمبراطورية البريطانية التى لم تغب عنها الشمس أن تصدى مدنيون لعسكريين كما حدث فى دير مواس، وهى الأحداث التى اتخذت محافظة المنيا من تاريخها -18مارس- عيدًا قوميًا لها. وحرص أبو زيد على تعليم أبنائه وأولهم الدكتور خليل، الذى عاد إلى مصر بعد حصوله على الدكتوراه من لندن، قبل قيام ثورة 1919 بأربعين يومًا، وبعد رجوعه تم الاتفاق بقيادة خليل على أن يعبر أهل البلد عن رفضهم الاحتلال، من خلال مسيرة تنتقل إلى محطة القطار، وكان مخططا أن يلقى الدكتور خليل خطبة بالإنجليزية التى يجيدها ومعه آخرون يلقونها بالعربية، وحينما انتقلت هذه المظاهرة فى 18 مارس 1919 إلى محطة السكة الحديد، جاءت معلومات عن طريق عناصر وطنية فى البوليس وفى السكة الحديد أن المستر "بوب"، مفتش السجون الإنجليزى سيأتى فى هذا القطار، وبالتالى تم وضع الخطة لإيقاف القطار بالقوة، على أساس أن يلقى خليل كلمة يرفض فيها الاحتلال ومعه أهل البلد كجزء من منظومة المقاومة على مستوى مصر. لكن الموقف تطور وتحول إلى حادث عنيف لأن الإنجليز بادروا بإطلاق الرصاص على الثوار، وبالتالى تصاعد الموقف وتم الهجوم على القطار وتم قتل كل من فيه من الإنجليز. وجاء الإنجليز وحاصروا أهل القرية، ولم يكن أحد من الإنجليز يعرف وجوه المطلوبين وفقًا للقائمة التى سرّبها لهم أحد الأشخاص الخائنين، فلم يكن لديهم سوى أسماء الثوار فقط، ودخل قائد القوات الإنجليزية إلى القرية وهو يتحدث بالإنجليزية، ولم يكن أحد من أهل القرية يتحدث بلغتهم سوى الدكتور خليل أبو زيد، الذى قابل القائد قائلاً: "أنتوا عايزين إيه؟ فرد القائد: "إحنا جايين نقبض على المجرمين والثوار"،. ولأن خليل كان ذكيًا فقد أقنع القائد بأن يُطلعه على قائمة الأسماء المطلوبة، حتى يدله عليهم، فقرأ القائمة عدة مرات حتى حفظ الأسماء المطلوبة، وقال للقائد الإنجليزي: "أهل القرية فلاحين بيروحوا للغيطان الصبح ويرجعوا المغرب، فلو دخلتوا دلوقت مش هتلاقوا حد والأفضل إنكم تدخلوا بالليل عشان كلهم هيكونوا رجعوا من شغلهم"، وفى الليل دخل الإنجليز القرية واكتشفوا الخدعة وأن خليل الموجود على رأس قائمة المطلوبين هو الذى كان يحدثهم وقدم لهم المشورة وأنه هرب وقام بتهريب كل المطلوبين من الثوار وأهل القرية فشاط الإنجليز وحاصروا القرية وأوقعوا بأهلها أشد أنواع التنكيل والتعذيب. وكان للعائلة فرع فى "الأشمونين"، تمكنت كل عائلة أبو زيد من الهرب إلى هناك، لكن الإنجليز أشاعوا فى كل البلاد أن أبو زيد مصاب ب"غرغرينة" ويحتاج إلى إجراء عملية سريعة، وإذا لم يسلم أبناؤه أنفسهم فسيتركونه للموت، فعاد أبناؤه ومعهم كل الثوار وسلموا أنفسهم فداء ل "أبو زيد"، وسلم خليل نفسه، وتم تقديم الثوار للمحاكمة العسكرية التي قضت بإعدام ستة رجال من العائلة. تاريخ يزال وحاضر يهان.. رغم القيمة التاريخية لقصر أبو زيد والذى سمى ب " قصر الثورة" إلا أن هناك محاولات لإزالته بعد حصول فرع واحد من عشرة فروع لعائلة أبو زيد على مفاتيح القصر بحجة ترميمه وصيانته وإدخال المياه له، فى محاولة لهدم السلم حتى يتساقط القصر كله، وذلك بهدف بيع أرضه. وأثارت هذه المحاولات حفيظة الرأى العام بمدينة ديرمواس، مما دفع فروع عائلة أبو زيد الأخرى، لمواجهة محاولة اغتيال التاريخ بسطوة رأس المال وتقدمت بمذكرة عاجلة لوزير الثقافة ووزير التنمية المحلية آنذاك لسرعة التحرك لمنع كارثة قد تحدث فى أى وقت. وعلى الفور تم تشكيل لجنة عاجلة إلا أنه تم عرقلة عمل اللجنة أكثر من 4 مرات دون عمل محضر واحد من الشرطة. واكتفت الجهات الرسمية بتبادل الأوراق والمكاتبات بشكل هزلى فى مسرحية استمرت عدة شهور عرقل فيها مركز الشرطة بدير مواس أى جهود لتعيين حراسة للقصر لحمايته من الهدم. وبسبب بطء الإجراءات وعجز الأجهزة المعنية عن الحسم وتوفير الأمان لقصر الثورة، جمع آلاف المواطنين من مدينة دير مواس توقيعات يستنكرون فيها هدم القلعة التاريخية بمدينة دير مواس، ويناشدون المسئولين تحويله إلى متحف أثرى لكل أبناء المنيا. رغم ما بذله أبناء مدينة ديرمواس من جهد فى مصلحة بلدهم والتصدى لعدوهم، ورغم تاريخهم الوطنى المشرف إلا أنهم يعانون من تهميش واضح حيث ظهور نمط الجريمة المنظمة و التى تمارس بشكل يومى أمام أعين رجال الأمن كعمليات البلطجة على محطات الوقود كذلك وجود بؤر إجرامية تمارس تجارة المخدرات وأخرى للسلاح وأخرى لعمليات السطو وأخرى لدفع "الحلوان" لاسترداد المسروقات إضافة إلى انتشار السلاح على مدى واسع.