أكد الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية"، أن مبادرة وقف العنف أثبتت نجاحها بعد نحو 12 عامًا من طرحها، والتي توجت بالإفراج عن الآلاف من قياداتها وأعضائها من السجون المصرية، وقال إن المراجعات الفكرية التي تبنتها الجماعة دفعتها إلى نفس مربع "الإخوان المسلمين" من جهة تبني العمل السلمي، ونبذ العنف كوسيلة لإصلاح أوضاع البلاد الإسلامية. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر أمس، إن "الجماعة الإسلامية" عندما نشأت في السبعينيات من القرن الماضي لم تكن تتبنى خيار العنف والعمل المسلح، بل كانت نشأتها في الأساس نشأة دعوية وتربوية وجهودها في مقاومة تيار التكفير الذي اجتاح مصر في السبعينيات معروفة ومشهورة، مشيرا إلى أن انتهاج الجماعة للعنف كان "استثناء" في مسيرة ومنهج الجماعة دفعت إليه عوامل عديدة ومتشابكة. ويرى ناجح أن التشابه بين الجماعة وغيرها من الحركات الإسلامية، "مسألة صحية" ومفيدة للإسلام من حيث إبراز تنوع وجهات النظر، موضحًا أنه "لكل منا في النهاية رؤاه الخاصة وترتيب أولوياته وأسلوب عمله في سبيل تحقيق أهدافه وتطلعاته، ولا مانع من وجود اختلاف في وجهات النظر بين الحركات الإسلامية مادام الخلاف لا يفسد للود قضية ولا ينشىء نوعا من التعصب الأعمى الممقوت للأشخاص أو الهيئات". وفيما يعد تطورًا في موقفها من الدولة المدنية، أبدى مُنظّر "الجماعة الإسلامية" تأييده للتعددية الحزبية في الدولة الإسلامية، لأنه وكما يؤكد فإن هذا مبدأ أصيل للدين الإسلامي، واصفا الأحزاب السياسية التي لا تخالف في مناهجها ثوابت الأمة العقائدية والشرعية، ولا تحمل ولاء لغير أمتها وأوطانها بأنها "مظهر جيد من مظاهر التطور السياسي الإنساني، وهي أيضا مصدر إثراء وتجديد وإبداع للحياة السياسية في المجتمعات". غير أنه انتقد التجربة الحزبية في مصر بعد سنوات من إطلاقها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وقال إنه بعد كل هذه السنوات "وصلنا إلى نقطة بات فيها المواطن العادي لا يشعر فيها بوجود الأحزاب في مصر"، واعتبر التجربة الحزبية بأنها بهذه الصورة "باتت عبئا على دافعي الضرائب الذين يؤخذ منهم ليعطى لأحزاب دخلت مرحلة الموت الإكلينيكي ولا تضيف شيئا إلى المشهد السياسي فضلا عن الثقافي والحضاري". ويرى أن تجربة العمل الحزبي للإسلاميين قد أخذتهم بعيدا عن مسارهم الطبيعي في الدعوة إلى الله وهداية الخلائق، وأدخلتهم في صدامات ومتاهات، ولم تحقق شيئا ذا نفع على مستوى الدعوة، فالأولى للحركة الإسلامية أن تتفرغ للدعوة إلى الله، فهذه هي مهمتها الحقيقية والأصلية والتي يجب أن تنتدب لها نفسها بالكلية، رغم ذلك أكد أنه ليس على أولويات الجماعة موضوع إنشاء حزب سياسي.