رفقة الكرد آخر ضحايا طرد المقدسيين من بيوتهم، فقد استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على بيت الكرد في حي الشيخ جراح لينسدل عام 2009 على تزايد الانتهاكات الصهيونية لسكان القدس والمقدسات الإسلامية. حكاية عائلة الكرد بدأت قبل عام 2001، حيث صدر قرار من المحكمة الإسرائيلية بإغلاق جزء من منزل العائلة، والتي تقدر مساحته ب30 مترًا مربعًا، بدعوى بنائه بدون ترخيص، حيث حظرت على العائلة استخدامه حتى البت النهائي في القضية، خاصة أن المنزل الذي تقيم فيه العائلة تدعي جمعيات يهودية ملكيتَه. من جانبها قالت ميساء الكرد في حديث لشبكة "الإسلام اليوم": إن عددًا من المستوطنين المتطرفين مصحوبين بقوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود اقتحموا المنزل وبدؤوا بشتمنا وشتم العرب، وهو ما دعا إلى الاشتباك معهم ومنعهم من الدخول إلى البيت، ولكنهم أخذوا يُخرجون الأثاث ويرمونه في ساحة المنزل. وأضافت ميساء ابنة صاحبة المنزل: إن المستوطنين اعتدوا على والدتها العجوز وأوقعوها على الأرض، مما استدعى الجيران المقدسيين إلى مساندتنا، إلا أن قوات الاحتلال أجبرتنا بأمر قضائي من محكمة القدس بإخلاء هذا الجزء من المنزل. وأوضحت: المنزل خاص بنا، ونملك الأرض، وأمي لديها أوراق تثبت ملكيتها للأرض، حيث إن بيتنا ومعه 22 بيتًا آخر في حي الشيخ جراح مهددة بالهدم؛ بحجة ملكية الأرض لجمعيات يهودية. لكن استطاعت العائلة أن تحصل على الأوراق الثبوتية من قِبل دائرة الأراضي للدولة العثمانية، حيث إنها أراضٍ عربية، وليس لليهود في ملكيتها من شيء. وتتحدث الكرد عن شراسة اعتداءات المستوطنين على العرب والمقدسين بشكل خاص قائلة: إنهم لا يراعون حرمة بيت ولا كبيرًا ولا صغيرًا، ويضربون كل من يجدونه. هدم 90 منزلاً وحسب تقرير أعدته دائرة العلاقات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية وصل "الإسلام اليوم" نسخة منه، قامت قوات الاحتلال بهدم 90 منزلاً في القدسالمحتلة، وهناك 11 ألف منزل تحت تهديد الهدم، وهناك مخطط لبناء 11 ألف وحدة للمستوطنين في محيط المدينة. وأشار التقرير إلى عمليات التهويد المتواصلة في القدسالمحتلة والاعتداءات المتكررة من قبل سلطة الاحتلال وأذرعها المختلفة، وخاصة المستوطنين المتطرفين.. تلك الاعتداءات أسفرت عن هدم 90 منزلاً وتشريد أصحابها الشرعيين، بدعوى البناء غير المرخص، ومنها 18 منزلاً أجبر الاحتلال أصحابها على هدمها بأيديهم. وتابع التقرير أن المستوطنين وبدعم حكومي رسمي، احتلوا عشرات المنازل الفلسطينية في القدسالمحتلة، بعد إجبار أصحابها بالقوة وتحت تهديد السلاح على إخلائها. ونوَّه التقرير إلى أن خطر الهدم يتهدد 11 ألف منزل فلسطيني في القدسالمحتلة، وتعمل سلطات الاحتلال على تمرير تلك الأوامر بصورة بطيئة، تجنبًا لإثارة الرأي العام العالمي عليها، وكان آخر الإنذارات هدم 9 منازل في حي جبل المكبر ومسجد الحي، وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال تنوي بناء 11 ألف وحدة استيطانية في محيط القدسالمحتلة. وأشار التقرير إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال البنى التحتية للمشروع الاستيطاني 'E1 '، والتحضير لبناء 3500 وحدة استيطانية أخرى تضمن تواصلاً بين القدسالمحتلة ومستوطنة معاليه ادوميم. وفي السياق ذاته، وافقت سلطات الاحتلال على بناء 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو، في القدسالمحتلة. سكة حديدية تهويدية وقال التقرير: إن أعمال إنشاء سكة حديد لمرور القطار الخفيف داخل أحياء القدسالمحتلة متواصلةٌ لخدمة 100 ألف من المستوطنين، بطول 20 كم، مما يؤدي إلى مصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية، فيما صادقت الحكومة الإسرائيلية على مسار خط السكة الحديد الواصلة من تل أبيب إلى القدسالمحتلة مرورًا بأراضي بيت سوريك، الأمر الذي سيصادر حوالي 50 دونمًا من خمس قرًى فلسطينية في المنطَقة. حماية المتطرفين وبين التقرير أن الجهات الحكومية الإسرائيلية تؤمّن الحماية وتسهل عمليات دخول المتطرفين المسلحين للأماكن الدينية المقدسة لدى المسلمين والنصارى، خاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي يقتحمونه بصورة متكررة بهدف إقامة صلواتهم فيه، وصولاً إلى تقسيم المسجد، كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وخلال العام 2009 حاول متطرفان دخول المسجد أثناء صلاة الفجر بهدف ارتكاب مجازر فيه. ونوَّه التقرير إلى منع سلطات الاحتلال للعديد من الزعامات الدينية والسياسية من دخول المسجد الأقصى للصلاة فيه لمدد متفاوتة، في الوقت الذي تتدخل تلك السلطات في إدارة المسجد وفرض قيود على أعمال الترميم فيه. حفريات متواصلة وأوضح التقرير أن الاحتلال يواصل عمليات الحفر أسفل المسجد الأقصى وفتح أنفاق جديدة وربطها ببعض، مما يشكل خطرًا حقيقًا على المسجد والمنطقة المحيطة به، كما حدث لأرضية مدرسة الإناث التابعة لوكالة الغوث التي انهارت في نفس المنطقة. وجاء في التقرير أن الاحتلال منع إقامة فعاليات أو نشاطات احتفالية بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، ولاحقت المواطنين ومنعتهم بالقوة من المشاركة في أية فعالية بهذه المناسبة. وفيما يتعلق بمصادرة الهويات أشارت الدائرة إلى تصاعد الإجراءات الإسرائيلية بهذا الخصوص، وفي عام 2009 كُشف عن قيام الاحتلال بسحب نحو 4570 بطاقة هوية من مواطني القدسالمحتلة خلال العام 2008، وحرمانهم من حق الإقامة فيها، بموجب قوانين عنصرية ظالمة، والخطر يتهدد عشرات الآلاف من مواطني المدينة. تغير المعالم وفي إطار سعيها الدءوب لتهويد المدينة وتغيير معالمها الحضارية، عمدت سلطات الاحتلال وعبر 'سلطة تطوير القدس' و 'سلطة الآثار الإسرائيلية'، إلى رصد مبلغ 600 مليون شيكل، لإنشاء حديقة ومتنزه عام ملاصقًا لجدار المسجد الأقصى، وسمّته 'كبيكار تساهل جادة الجيش'، فيما أنهت عمليات تغيير معالم باب النبي داوود عليه السلام، وأعلنت أنها ستجري أعمال تحديث لباب الخليل وباب الساهرة وتغيير الطرق المؤدية لأبواب البلدة القديمة في القدسالمحتلة. وفي سياق متصل غيَّر الاحتلال اسم شارع "وادي حلوة" عند مدخل "سلوان"، إلى اسم عبري جديد 'معاليه دافيد'، و "وادي الربابة" إلى 'جاي هينوم'. وفي إطار حملتها لتزوير التاريخ استولت جماعات يهودية متطرفة على عدد من الحجارة الأثرية، من القصور الأموية الإسلامية الملاصقة للجدار الشرقي الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، ونقلتها إلى باحة 'الكنيست' الإسرائيلي. وخلال العام عمل الاحتلال على اقتطاع 1800م2 من مقبرة باب الرحمة الإسلامية التاريخية، الواقعة في منطقة باب الأسباط، والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، من أجل تحويلها إلى حديقة لليهود، في وقت هدمت فيه السلطات المحتلة نحو 350 قبرًا إسلاميًّا تاريخيًّا من مقبرة مأمن الله في القدسالمحتلة، في إطار مشروعها لبناء 'متحف التسامح' على أرض المقبرة. المصدر: الإسلام اليوم