علمت "المصريون" أن مركز التقدم الأمريكي للدراسات الاستراتيجية وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين وجه الدعوة إلى مصر للدخول في حوار استراتيجي حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، في إطار المساعي لدفع مصر للعب دور أكبر لمسيرة السلام بالشرق الأوسط، وأيضا المشاركة في كبح جماح ما تسمى ب "الحركات المتطرفة" بالمنطقة. وتراهن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى على ضمان استقرار الدول المحورية بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر والسعودية والمملكة المغربية، بالإضافة إلى تركيا، حيث تبدي واشنطن استعدادها لدعم هذه الدول سياسيا واقتصاديا، مقابل الاضطلاع بدورها في حماية المصالح الأمريكية بالمنطقة. وكشفت مصادر ل "المصريون"، أن وفدا رفيع المستوى من وزارة الخارجية المصرية سيشارك في الحوار الذي سينطلق في النصف الأول من مارس القادم بمشاركة وفد مشترك من مركز التقدم ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكتين، وينتظر أن يضع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اللمسات النهائية على المشاركة في هذا الحوار خلال زيارته المرتقبة لواشنطن خلال الأيام القادمة. غير أنه من المستبعد أن يتناول الحوار المزمع قضايا الإصلاح والديمقراطية والحكم الرشيد، حيث لن يتم إدراجها على رأس جلسات الحوار، لكونها لا تمثل أولوية في أجندة اهتمامات السفارة الأمريكية في الوقت الراهن. وأكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمريكتين، أن إدارة أوباما تهدف من هذه الحوارات إلى تحسين علاقاتها مع الدول المحورية بالمنطقة وضمان دعمها وتأمينها لمصالحها في ظل تفاقم الأوضاع بالعراق وأفغانستان وحاجة واشنطن لدعم حلفائها الاستراتجيين لتجاوز هذه الصعوبات. وأوضح أن جلسات الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة لم تنقطع خلال السنوات الماضية حتى في أسوأ فتراتها التي شهدت شدا وجذبا خلال عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الحوار تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، وتحريك مسيرة التسوية بالمنطقة.