توعد الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية، ملاك العقارات المخالفة في عزبة الهجانة، والتي تم إزالتها في خطوة أثارت حالة من السخط الشعبي، مؤكدًا بلهجة حادة: "سنعوض الذين اشتروا في هذه العقارات المخالفة بعد أن نزيلها ثم نلاحق الملاك ونجري وراء اللي خالف و"اطلع دين اللي خلفوه"، وفسر إجابته العنيفة بالقول: "المسألة تتلخص في نوع المجتمع إللي عايزينه فإذا أردنا مجتمعا منضبطا لابد من وضع مجموعة من الضوابط والالتزام بها قبل الفعل وبعده". وكان غالي يتحدث أمام لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب أمس عندما استخدام عباراته المهينة للأديان، وذلك لدى رده على سؤال لرئيسها النائب أحمد عز حول رأيه الاقتصادي في هدم العقارات من ناحية المكسب والخسارة وإهدار هذا الكم الهائل من العقارات المخالفة وهدمها والتي تبلغ ألف وحدة سكنية، والإجراءات التي ستتخذها وزارته حيال الأمر، بعدما قال إنه في حالة ارتباك حيال هذا الموضوع. وعقب عز: "إحنا مش خايفين على 5 أو 6 ملاك لكن خايفين على الألف مواطن اللي دفعوا تحوشيه عمرهم في هذه الشقق"، وتساءل: لماذا لم يتم وقف هذه المباني وهي في مهدها، ومن يتحمل تكلفة الفساد الإداري، وتابع: نحن عندما نزيل العقارات نعاقب المواطن، لكن غالي كان له رأي آخر "نعاقب اللي باع الشقق"، وحين قال له عز "مش هاتقدر تجيبه"، رد الوزير: مادمنا مشتركين في وقوع هذه المخالفة لابد من تعويض هؤلاء المضارين أو نوفر لهم مساكن بديلة وسوف نلاحق ملاك الأبراج ونلاحق كل أصولهم. وبرر غالي عمليات الإزالة للعقارات المخالفة بأنها تأتي للحفاظ على القوانين المنظمة لعمليات البناء وعدم السماح بالزحف العشوائي، مضيفا: إذا كسرنا القواعد التي وضعناها ستتحول المدينة إلى غابة من المباني العشوائية مثل العشوائيات الموجودة حول القاهرة، وقال إنها ليست عشوائيات فقراء ولكنها ناتجة عن سوء تنظيم وإدارة وتابع: "إحنا معرفناش ندورها صح ونحن مسئولون مثل المخالفين". وعندما سأل أحد النواب الوزير: كيف أنشئت هذه المباني، أجاب غالى: "إحنا كلنا عارفين إزاي رشة هنا ورشة هنا وأمجاد يا عرب"، واستدرك قائلاً: "صحيح أنني أقوم بإهدار ثروة اليوم ولكن من أجل أن أحافظ على ثروة أكبر وهي أن تكون هناك مدينة جميلة يعيش بها أبناؤنا حيث يستطيعون رؤية النيل". وعقب عز، قائلا: الارتباك ليس بسبب أن هناك خلافا على معاقبة المخالف أو إزالة المخالفة، لكن المشكلة أن هذه العمارات ليست ملك الذين خالفوا وبنوا، وإنما هي ملك مواطنين من أطباء وضباط ومهندسين. وكان غالي عبّر عن مخاوفه الشديدة من زيادة العجز في الموازنة العامة للدولة وتكبيل الأجيال القادمة بالديون وحرمان الدولة من الإنفاق على التعليم وغيره، وقال إن تخفيض هذا الدين يحتاج إلى تخفيض العجز عن طريق توفير فائض في الموازنة. وأضاف: مسئوليتي هي أن أحصل على أكبر كمية من الموارد بدون تأثير على نمو الاقتصاد، وقال إن "شغلة وزير المالية 60% علم و40% شطارة"، وعندما قاطعه النواب محذرين من الإقدام على فرض ضرائب جديدة قال غالي للنواب: "أنا جاي لكم من أجل تحسين مستوى معيشة الناس"، مبديا تفاؤله بأن تصل مصر إلى مستوى إيطاليا بعد 10 سنوات بشرط تطبيق السياسات الصحيحة، وقال: نحن بلد غني بأهله لو أردنا شيئا لن يقف أحد في سكتنا. ودافع غالي عن سياساته المالية المثيرة للجدل، قائلا إن سياسته التي تواجه الانتقاد أدت إلى تخفيض العجز في الموازنة من 9.5% إلى 6.9%، وتخفيض نسبة المديونية من 118% إلى 77%، فيما اعترف بأنه لا يستطيع تثبيت عجز الموازنة هذا العام وسيترك العجز يتحرك إلى 8.5% لتلبية الاحتياجات الضرورية. واستعرض غالي مشروع قانون حكومي لفتح اعتماد إضافي بالموازنة العامة للدولة للسنة المالية الحالية بمبلغ 10 مليارات جنيه، وقال إن هذا المبلغ سيتم إنفاقه على متطلبات الاستثمارات الإضافية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي والطرق وقرى الظهير الصحراوي وإسكان النوبة، وأضاف أن هذه الأموال تأتي عن طريق هيئة اقتصادية لخلق فرص عمل جديدة وتحسين صحة المواطنين. من ناحية أخرى، دخل النائب أحمد عز في نقاش حاد وساخن ومتوتر مع عدد من نواب الأغلبية بعد أن رفض مطالب النواب، ومن بينهم عاطف عبده وإيران النيفادي بتخفيض أسعار الأراضي التي تباع في المزاد العلني حفاظا على حقوق "الغلابة" وحتى يتمكن الشباب من إيجاد شقة بسعر مناسب. وانفعل عز بشدة على نواب الأغلبية، قائلا لهم بلهجة حادة: "غالبية الأراضي" التي تم بيعها في المزادات يتم بيعها لمقاولي بناء وغالبيتها من المساحات الكبيرة التي تقام على الفيلات وليس لها علاقة بإسكان الشباب وهى أراض دولة. وتساءل: هل يقبل نائب أن تباع أصول الدولة وأراضيها بأقل من قيمتها، وتابع بغضب: "أنا كده بتوصلي إشارات متناقضة من النواب مرة تقولوا نبيع للشركات بأرخص من ثمنها وهذه المرة عاوزين نبيع أراضى الدولة بأرخص من سعرها، وتساءل بانفعال: "من يقبل أن تضيع على الخزانة العامة للدولة عشرات المليارات؟، واتهم نائبْي "الوطني" بأنهما خايفين على النخبة والأغنياء. وعقب النائب إيران النيفادى قائلاً: "يا أحمد بك أحنا خايفين على الغلابة"، ورد عز ساخرا: "غلابة إيه يا سيادة النائب 99% من الأراضي دي بنوا عليها فيلات وأقسم بالله العظيم لو شفت حد تاني يبيع أراضى الدولة على شكل عطايا ومنح لأقوله أنت بتهدر موارد الدولة"، وتساءل موجها حديثه للنائب: هل تريد أن تذهب المليارات لجيوب أشخاص بدلا من أن تذهب للخزانة العامة للدولة. وتابع عز: قائلاً "أنت عاوز نبيع المتر إللى بألفين جنيه ب 200 جنيه ليه، وعلشان مين.. أنا مستعد أن أذهب إلى آخر مكان في العالم للدفاع عن مزادات بيع الأراضي ومستعد أن أذهب بعدها بكيلو للدفاع عن وزير المالية". ورد النائبان نيفادى وعبده قائلين: "بس السعر دي بتأثر على سعر السوق يا أحمد بيه وبتيجي على رأس الغلابة"، فرد عز بانفعال أكبر "غلابة إيه يا سيادة النائب أنتم كده أثبتم إنكم مش عارفين إحنا بنتكلم في إيه وأنتم كده بتضللوا المجتمع، وهذه أكاذيب وأساطير وليست حقائق وأنتم مش مستوعبين الموضوع فإسكان الشباب ومبارك ليس له علاقة بهذا الموضوع".