كشف المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة عن الانتهاء من إعداد مشروع قانون الرياضة الجديد، بسبب "العوار التشريعي" الذي يعانيه القانون الحالي المعمول به منذ عام 1975، مؤكدا أن المشروع تم دراسته بعناية ومراجعته من المجموعة الوزارية القانونية برئاسة الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة الشئون القانونية والمجالس النيابية. وأكد صقر خلال اجتماع لجنة التعليم بمجلس الشورى أمس برئاسة النائب الدكتور فاروق إسماعيل، أن القانون الجديد سيتصدى للعديد من الظواهر السلبية التي تشهدها الرياضة في مصر؛ وأبرزها تجارة الأدوية المنشطة وصالات "الجمانزيوم" والتي تحول بعضها إلى وكر لارتكاب الموبقات، بعدما وصف اللوائح الحالية بأنها "ضعيفة ولا تكفي لمعاقبة هؤلاء وتعقبهم بشكل الكافي". وأفاد أن مشروع القانون سيحدد الأدوار التي ستلعبها أندية اللعبة الواحدة، والأندية المتخصصة، لكنه أشار إلى أن هناك نقطة خلاف وحيدة في مشروع القانون الجديد تتمثل في المحكمة الرياضية لفض المنازعات الرياضية التي تنشب بين الأندية والاتحادات، قائلا: آن الأوان ليكون في مصر محكمة رياضية متخصصة في النزاعات الرياضية، لافتا أن المستشار ممدوح مرعى وزير العدل أعد مسودة المادة الخاصة بإنشاء تلك المحكمة. وأكد صقر أن المجلس القومي للرياضة أكمل دوره وما يتبقى هو دور الحكومة في إحالة مشروع القانون إلى البرلمان بغرفتيه للبدء في مناقشته وإقراره، مع مراعاة الأولويات في المجال التشريعي. وكان الاجتماع شهد جدلاً موسعًا حول ما أثاره النائب والكاتب الصحفي صلاح منتصر حول مدى إمكانية تنظيم المراهنات التلفزيونية تحت سمع وبصر المجلس القومي للرياضة، بعدما انتقد نظام المسابقات الرياضية على شاشات التلفزيون المصري والفضائيات، ووصفها بأنها مسابقات "هلامية". واقترح منتصر التصويت على اقتراحه، إلا أن صقر اعترض على ذلك بعد رفض مفتى الديار الدكتور على جمعة لنظام المراهنات، وكشف عن تقدمه بثلاثة مشروعات تم عرضها على المفتي بشأن تنظيم المراهنات الرياضية، إلا أنه أفتى بحرمتها بشكل قطعي، قائلاً له "هذا حرام.. حرام.. حرام". وتابع: رغم اعتراضي على المشروعات التي قدمت، لكنني عرضتها على المفتي، واستدرك قائلاً: هذا النظام معمول به في دول غربية عديدة ويتم تحت مسمى توقعات المباريات بين الفرق الكبرى في مختلف الألعاب، لكن في مصر المسألة صعبة في ظل الفوضى المنتشرة عبر شاشات التلفزيون والفضائيات. واقترح رئيس المجلس القومي للرياضة بأن يتم دعوة وزير الإعلام أنس الفقي ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر ومفتي مصر والأجهزة المعنية لمناقشة مدى إمكانية تنظيم المسابقات الرياضية، وقد وافقته اللجنة في ذلك، بعدما شبه الفضائيات الرياضية ساخرًا ب "وكالة ناسا"- في إشارة إلى الوكالة الأمريكية المعنية بأبحاث الفضاء- وتابع: "للأسف هذه الفضائيات أصبحت بلوى من بلاوي الزمن ويجب التصدي لها". وطالب صقر اللجنة بالتصدي لما وصفها ب "فوضى الفضائيات"، مبررا قلة ظهوره في أحاديث تلفزيونية إلى "المحاولات الفاشلة" من جانب بعض المذيعين من الرياضيين السابقين لإبراز كل شيء سلبي وتشويه الحقائق. من جانب آخر، اعترف رئيس المجلس القومي للرياضة بوجود أزمة بطالة بين خريجي كليات التربية الرياضية والبالغ عددها 17 كلية على مستوى الجمهورية، وأكد أهمية تكاتف الجهات المعنية من وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والمالية لحل المشكلات التمويلية التي تعانيها هذه الكليات، فضلاً عن تطوير نظم المناهج. وأرجع ضعف تشغيل خريجي الكليات في المدارس كمدرسين رياضيين إلى عدم اهتمام المدارس بحصص الألعاب، لدرجة إلغائها من جدول الحصص، وقال متعجبًا: "زمان على أيامنا كل أبطال الرياضة خرجوا من المدارس مش الأندية زى دلوقتي".