أخي الحبيب الأستاذ / محمود سلطان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يكاد يمر يوم دون أن أترقب مقالك وأقرأه ؛ إيمانا مني بأهميته لي ولكل مصري يحب بلاده وينتمي إليها ؛ بارك الله فيك وزادك ثباتا وحكمة وعلما وحفظك من كل سوء. أما بعد فبالرغم من حرصك على الأداء اللغوي المتميز الذي نلاحظه ويتعلم منه قراؤك ومحبوك وقعت دون أن تقصد في أحد الأخطاء الشائعة التي نقاومها ونحاول أن نخلص منها خطابنا العام ؛ حتى لا يأتي يوم يقرأ فيه المصريون كلام الله الذي نزل بهذه اللغة الجميلة ولا يفهمون أو ويفهمون غير ما يقرأون ؛ لتعودهم على مخالفة الكلمة المستخدمة للمعنى الصحيح. لقد قلت عن المستشارين مكي واليسطويسي : "كان من المتوقع إذا تركا بدون مساندة وطنية ومؤسساتية ، أن ينكل بهما تنكيلا يجعلهما عبرة للجميع ، غير أنه شاء التهدئة" فهل هما تركا أو لم يتركا؟ الواضح من كلامك – ومن الأخبار التي نتابعها ونعلمها جميعا – أنهما لم يتركا ؛ وفي هذه الحالة تستخدم أداة الشرط "لو" ؛ لأن جواب الشرط قد امتنع حدوثه بسبب امتناع فعل الشرط. أما أداة الشرط "إذا" فتستخدم في عكس هذا المعنى ؛ إنها تستخدم في حالة توقع حدوث فعل الشرط لترتيب حدوث جوابه على حدوثه ترتيبا منتظرا أو قل متحققا بدرجة عالية من التأكيد. أما إذا أردت استخدام أداة شرط تفيد احتمال الحدوث واحتمال عدمه دون جزم بقيمة كل من الاحتمالين فأنت تستخدم حرف الشرط "إن" ، وطبقا لنظرية الاحتمالات فإن مجموع الاحتمالين في كل حالة هو الواحد الصحيح. أخي الكريم أشكرك على حسن استماعك إلى كلامي وأسأل الله أن ينفعك به كما ينفعني كل يوم بكلامك. أخوك المحب: دكتور مهندس / علاء الدين حسين السيسي [email protected]