مساء يوم الإثنين 7/12/2009، عقدت حلقة نقاشية لدراسة ضخمة بعنوان "الدولة العثمانية المجهولة" وضعها أكاديمي تركي بارز وهو الأستاذ الدكتور أحمد آق كوندوز، في مقر المجلس الأعلى للثقافة، شارك فيها المؤلف وستة ممن يوصفون ب"المؤرخين المصريين" وغالبيتهم ينتمون إلى التيار اليساري المصري في نسخته المتطرفة وعداوته المعلنة للحضارة الإسلامية، فيما لم يدع إليها أي مؤرخ محسوب على التيار الإسلامي! الكتاب عبارة عن إجابات على أكثر من 300 سؤال تم اختيارهم من بين 5000 سؤال يتعلق بتاريخ الدولة العثمانية بعد أن اكتشف الكاتب وكما قال أنه وبعد نحو 2000 محاضرة ألقاها في هذا الشأن أن الشعب التركي نفسه لا يعرف شيئا عن دولة الخلافة! انفضت الندوة مساء يوم الإثنين وتعرض فيها المؤلف لانتقادات عنيفة وفظة وخشنة أيضا رغم أنه أرفق في دراسته الآلاف من الوثائق التي دعمت اجاباته بدقة علمية نادرا ما نجدها عند مؤرخي اليسار المصري المعروف عنه انتقائيته وتزويره للوثائق ولي عنق الأحداث ليأتي بتاريخ مفصل على مقاس شبقه وشهوته المعادية للحضارة العربية الإسلامية. اشتاط اليساريون غيظا، بعد أن أجاب المؤرخ التركي الكبير على عشرات الأسئلة التي أضاءت المساحات المظلمة في تاريخ أطول خلافة في التاريخ الإسلامي امتدت لخمسة قرون وحكمت أكبر امبراطورية يعرفها التاريخ واتهمه اليساريون المصريون ب"التحيز" للخلافة مرة وباعتماده ل"التفسير الديني" للتاريخ الذي كان سائدا في القرون الوسطى بأوروبا مرة أخرى، وذلك ردا على تجربته العلمية التي أعادت الاعتبار للخلافة المجني عليها من قبل الاعداء والجهلة والغوغاء ولعله من المفيد هنا أن أنقل هذه النص من الكتاب إذ يقول المؤلف:" : " هناك في أيامنا الحالية بؤر معينة وقوى سوداء اتخذت موقفاً معادياً من الدولة العثمانية، وهي تهاجم الدولة العثمانية التي كانت أطول الدول الإسلامية عمراً من ثلاث جبهات:الجبهة الأولى: هم أعداء الدين والتاريخ، وهم يتخذون الهجوم على الدولة العثمانية والعداء لها كستار للهجوم على الإسلام، لأنهم لا يستطيعون الهجوم السافر عليه. وهم بهجومهم على الدولة العثمانية التي كانت -على الرغم من قصورها- تحاول تطبيق الإسلام في جميع مناحي الحياة والعيش حسب أوامره، وهم بهجومهم عليها ينفسون عن حقدهم للإسلام الذي لا يستطيعون الهجوم عليه علانية وصراحة. الجبهة الثانية: هم بعض المسلمين السذج الذين لا يعرفون التاريخ حق المعرفة، والذين خُدعوا بالدعايات المغرضة والمتعمدة للأساءة للدولة العثمانية وأخذوا ماسمعوه مأخذ الجد وكأنه حقيقة صادقة. الجبهة الثالثة: وهم فئة معروفة أخطأت في إدراك مفهوم الدولة العثمانية حول الأمة والملة العثمانية فوقفت ضد هذا المفهوم وانتقدته" انتهى المدهش أن إحدى الصحف التي يمولها الملياردير نجيب ساويرس ما انفكت تنظم الانتقادات العنيفة للكتاب وللمؤلف بشكل فاضح ينضح بالفواتير التي باتت تسدد يوميا مجاملة للممول الطائفي [email protected]