ندد أكاديميون مصريون بدعوة مكتبة الإسكندرية أربعة باحثين إسرائيليين للمشاركة إلى جانب عدد من الأكاديميين المصريين والعرب في إطار ورشة عمل في مجال المعلوماتية من المقرر عقدها في شهر يناير 2010. وأصدرت حركة "9 مارس لاستقلال الجامعات" بيانا نددت فيه بشدة بدعوة الأكاديميين الإسرائيليين لحضور هذه الورشة، معتبرة هذا الأمر عملا غير مقبول من جانب مكتبة الإسكندرية ويعد تطبيعا مع العدو الصهيوني في ذكرى مرور عام على اجتياح قطاع غزة حيث استشهد أكثر من 1500 فلسطيني. وأضافت أنه كان من المتوقع أن تلتزم مكتبة الإسكندرية بقرارات المقاطعة الأكاديمية مع العدو الصهيوني، وأنه كان الأولى بمؤسسة ثقافية كبيرة مثل مكتبة الإسكندرية أن تحذو حذو جامعات أوروبية وعالمية كثيرة تنادي بمقاطعة أكاديمية لهذا الكيان العنصري. وقالت إن ما تدعو له مكتبة الإسكندرية ليس مؤتمرا عالميا مفتوحا، وإنما هي تدعو إلى تجمع محدود يقتصر بعض علي العرب والإسرائيليين والأمريكيين وهو تجمع يدعو للاعتقاد بصفته التطبيعية بامتياز. وحذر الدكتور عبد الجليل مصطفى عضو "حركة 9 مارس" من أن الرفض الصادق لإسرائيل والمقاومة المجدية لسرطانها الاحتلالي الاستيطاني الاستئصالي العنصري تنهار تباعا بمجرد الاعتراف بها، لأن ذلك الاعتراف يعنى التسليم بالتخلي عن شرفنا وتاريخنا وأرضنا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا. وتابع: إذا كان بعضنا لسبب أو لآخر قد ضل أو قصر أو وهن فتغافل أو جبن فخنع، فليس ذلك خاتمة المطاف، إذ في النهاية التي تتوالى إرهاصاتها لن يصح إلا الصحيح، واعتبر مقاطعة إسرائيل "جزءا من مسئوليتنا الأكاديمية التي سبقنا إليها أكاديميون نبلاء غرباء في أوروبا وأمريكا". من جانبه، اقترح الدكتور عبد الله سرور رئيس اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة بالإسكندرية تنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتبة الإسكندرية بالتزامن مع عقد المؤتمر، على أن يرفع المتظاهرون لافتات رفض الوجود الإسرائيلي بالورشة، كما اقترح كتابة عدد من المقالات التي تشرح هذا الموضوع للرأي العام ليكون على وعى بما يسمح للقوى المختلفة بالمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية التي توقع أن يكتب لها النجاح. بينما طالب الدكتور جمال حشمت الأستاذ بجامعة الإسكندرية، والقيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" بإعداد حملة إعلامية مضادة وألا يكتفي الأكاديميون بالبيان كوسيلة ضغط يمكن للرأي العام المشاركة فيها تفعيلا للإيجابية من الشعب المصري. فيما اعتبر الدكتور صلاح السروي أستاذ الأدب الشعبي أن التطبيع العلمي والأكاديمي مع إسرائيل ليس منفصلا عن الموقف السياسي منها، فإسرائيل كيان متكامل لديه مؤسسات رياضية وفنية وأدبية و علمية، وتابع: لا أدري كيف يمكن أن نقاطعها في مجالي الرياضة والفن ولا يتم مقاطعتها في مجال العلم. ورأى أن التطبيع مع إسرائيل على كافة المستويات إنما هو نوع من الاعتراف بشرعيتها والتغطية على جريمتها التاريخية اغتصاب الأرض واقتلاع البشر وذبحهم جهارا نهارا، كما أنه يمثل رسالة خاطئة لكل المتضامنين مع حقوقنا في كافة أركان الأرض، مشيرا إلى دول ومنظمات وشخصيات عالمية عديدة قاطعت إسرائيل على كافة المستويات، ما دفعه إلى التساؤل: أفلا نقاطعها نحن ونحن أصحاب القضية والمضارون الأصلاء بوجودها والواقعون مباشرة تحت تهديدها. وتساءل: هل إسرائيل تمت بكيفية وجودها للإنسانية بصلة، وهل اغتصاب أرض وتشريد شعب كامل وذبح أبنائه والتنكيل اليومي به يمكن اعتباره فعلا إنسانيا من أي نوع، وأضاف: إذا كان العالم المصري الدكتور أحمد زويل قام بإجراء بعض أبحاثه بإسرائيل فإن هذا لا يعنى ضرورة إجراء الأبحاث في إسرائيل، وكأن الدنيا قد ضاقت علينا بما رحبت، فبدلا من تجييش العالم في مواجهة إسرائيل نقوم نحن بفك الحصار والعزلة عنها، ثم نشكو بعد ذلك من أن العالم لا يتفهم قضيتنا. وأشار إلى أن المقاطعة الشاملة التي فرضت على الكيان العنصري في جنوب أفريقيا كان لها الدور الأكبر في القضاء على هذا النظام، متسائلا: أفلا يعنى ذلك أهمية هذا السلاح في مواجهة عدونا المجرم وعدو الإنسانية إسرائيل؟.