ماذا لو تخلص (الإنقاذيون) الجدد أو تطهروا من عقدة الرسوب الفاضح في الانتخابات؟! وتجردوا من (شهوة) البحث عن زعامة مفتعلة بإثارة الفتنة السياسية المدمرة للوطن التي تضاعف من كشف تنكرهم لمصلحة الوطن.. (الزعماء) الجدد تحسبهم جميعًا، وقلوبهم شتى، يختلفون في كل شيء ولا يتفقون إلا على إثارة الجماهير وتكدير الجو العام والبعد عن المصلحة الوطنية، وإشعال الحرائق في كل مكان وتدمير كل شيء، وقطع الطرق إلى غير ذلك من السخافات المخزية، وتعطيل المراكب السائرة!! كفوا أيها المناضلون عن ترديد كلام التاءات السخيفة حول تغيير النائب العام أو تعديل الوزارة أو تأجيل الانتخابات، فهذه المطالبات الممجوجة لا ترقى لأن تكون المطالب الوطنية المصيرية التي تحتاجها المرحلة الراهنة لتحقيق الاستقرار أولًا والمضي على طريق البناء والتنمية وإصلاح ما أفسده النظام السابق وبخطى راسخة وواثقة وثورية.. أمام الإعلام المصري فرصة كبيرة في إثبات وطنيته ومهنيته وجدارته بأن يحتل مكانة طيبة في عقل وقلب الشعب المصري.. الفرصة التي أعنيها هو أن يتجرد الإعلام من أي مصلحة أو تحيز لغير مصلحة الوطن وأن يرقى لمستوى مصلحة مصر العليا، ويسمو فوق الشخصيات السياسية المتناحرة والأطماع التي تطل برأسها من الشاشات، وتقفز من الأعمدة الصحفية والمقالات التي تفضح الخبايا، وتكشف عما في الصدور.. ولأن طبيعة شعبنا المصري تتسم بالذكاء والدهاء، وطول البال، وقراءة بين السطور.. لذلك يفوت على كثير من الإعلاميين الجدد أو مرتزقة الإعلام فهم ذكاء المصريين، وقدرتهم على تمييز الغث من السمين، في كل ما يعرض على الجمهور إذاعة – صحافة – تلفزيون – نت – فيسبوك - ..... الخ. افتح صفحات الصحف والمجلات بكل أنواعها لا تجد فيما تنشره شيئًا إيجابيًا في حياتنا.. اللون الأسود هو اللون الغالب.. لا شيء إلا شطحات سياسية، ومطالبات متدنية، ليست في مستوى المرحلة ومتطلباتها، وإنما يتآلف عليها ويتكالب كل الإنقاذيين الخاسرين المعارك الانتخابية الديمقراطية يريدون أن يتوحدوا الآن حول هدف وحيد هو إسقاط النظام المنتخب.. هم بطبيعتهم مختلفون فيما بينهم، خلافات جذرية بين العلمانيين، والناصريين، والتقدميين، والليبراليين، يتماسكون بأيديهم المرفوعة ويتنازعون فيما بينهم بقلوبهم المتنافرة، تحسبهم أحباءً متوحدين، لكن قلوبهم شتى أو أشتاتًا!! منهجهم (المكيافلي) يزين لهم أن الوسيلة تبرر الغاية.. ولذلك يظهرون الآن في شكل تحالفات – تيارات – تجمعات – ائتلافات عديدة مختلفة بطبيعتها، لكنها الآن تتجمع شكليًا حتى تحقق انتصارات وهمية في معركة يظنون أنها تعوض هزيمتهم في المعارك الانتخابية النزيهة والشريفة التي جرت.. والتي كشفت عن حقيقة أوزانهم بين الجماهير.. فلما أخفقوا أو لنقل (رسبوا) أو (فشلوا)، وكان يجب أن يخفقوا ويرسبوا ويفشلوا، إذا بهم لم يعيدوا حساباتهم ويتآلفوا مع الناجحين ويمدوا يد التعاون الشريف والتفاعل النزيه مع مصلحة مصر أولًا ومصر أخيرًا.. كل هذا لا يشغلهم من قريب أو من بعيد.. ما يشغلهم فقط أن يحرزوا هدفًا، كانوا يظنون أنهم بإسقاطهم اللجنة التأسيسية يكونون قد عوضوا خسارتهم الفادحة أمام الجماهير وأن إسقاطهم الدستور، كان يمكن أن يعوض لهم قدرًا من مساحة الزعامة التي سحبتها منهم الجماهير.. وإلا فبأي منطق وطني يرفضون الانصياع لإرادة جماهير الذين تزاحموا على صناديق الاستفتاء واختيار الدستور الذي يرونه يحقق مصلحة الجماهير ويؤمن المستقبل الذي يرتضيه كل محب لمصر الوطن.. مصر الثورة.. هؤلاء لا يعملون، ويسوءهم أن يعمل الآخرون. فقط هم طلاب شهرة، أو هم يريدون أن يحفظوا ماء وجوههم أمام الشعب، كما أنهم مصابون بمرض الزعامة الذي يقتل صاحبه – شفاهم الله-. فكروا وابحثوا وادرسوا، وفكروا في ضوء الدستور الجديد بعقول مفتوحة، وقلوب تخلو من الغل والحقد ونفوس صافية تريد الخير لمصر الثورة والوطن.. اتركوا المهاترات وإشعال الحرائق ومطالبات تغيير النائب العام وتغيير الوزارة!! ادرسوا ماذا يمكن أن تقدموا لمصر؟ وماذا يمكن أن تساهموا في حل أزمة!! ابحثوا بإخلاص وتجرد ووطنية ماذا يمكن أن يضاف لمسيرة العمل وماذا يمكن أن يحذف منها.. وماذا يعدل وماذا ينقي؟ هذا عمل بشري يحتمل الصواب والخطأ.. لكنه بالقطع ليس كله خطأ وليس كله صوابًا.. حركوا في أنفسكم نوازع الخير وحب الوطن.. تجردوا من شهوة التسلط والشهرة.. ثقوا أن الشعب يراقب تصرفاتكم ويلعن اليوم الذي يرى فيه هذه الفرقة وهذا التناحر بين من يدعون الثورية والوطنية وهم في الحقيقة لا يؤكدون هذا المسلك بخطوات عملية يحس بها الشعب ويلمسها الجمهور المتعطش ليجني ثمار ثورته وليستريح من هذه المعاناة التي ظل يكتوي بنارها لمدة قاربت على العامين!! أفيقوا يا قوم.. أمامكم قضايا الوطن وهي عديدة افحصوها وساهموا في حلها؛ لأنكم بغير ذلك السلوك الوطني ستكونون أمام الشعب في موقف لا تحسدون عليه.. يومها ستسود وجوه وتبيض وجوه.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!! كفى إشعالًا للحرائق، وتحريضًا للمشاغبين، ودعمًا للبلطجية، وتشفيًا في الرئاسة والحكومة التي تواجه أزمات عاتية!! أنتم بسلوككم وتحريضكم وتخليكم عن مسؤولية العمل الوطني وضوابطه تساهمون في استفحالها وديمومتها وتفاقمها إلى قدر كبير.. نحن لا ننكر مسؤولية السلطة والحكومة القائمة في هذه الأحوال المتردية ولكننا نردد مع الشاعر الحكيم: ولو ألف بان خلفهم هادم كفى فكيف ببان خلفه ألف هادم استقيموا يرحمكم الله ...