بعد نكسة 1967 استدعى الرئيس جمال عبد الناصر البطل عبد المنعم رياض وعينه رئيسًا لأركان الجيش المصرى فى 11 يونيو، وكان واحدًا من أشهر القادة العسكريين العرب فى وقتها، وبعد توليه منصبه قال: "لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة.. عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد.. شرف كل رجل وكل امرأة" وبدأ الإعداد لمعركة الثأر، بحرب الاستنزاف والعديد من العمليات العسكرية التي أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط بارليف، الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967، وإسقاط العديد من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968. نجح القائد الأسطورة في كسر أسطورة عسكرية، فقد كان العسكريون في وقتها يؤمنون بأنه لا يمكن مواجهة دبابة إلا بدبابة، فقد كان صاحب إضافة جديدة في حرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان يتم تدريب المشاة عليها في سرية شديدة ليصبح الجندي المصري في حرب أكتوبر مدمرًا للدبابة، ومن هنا خرج لمصر أبطال آخرون مثل: محمد المصري الذي دمر 27 دبابة وعبد العاطي عبد الله الذي دمر 26 دبابة خلال حرب أكتوبر، وقد كسروا بذلك رقم أحد الجنود الروس الذي دمر 7 دبابات في الحرب العالمية، أما أكبر انجازاته على الإطلاق فهو تصميمه للخطة (200) الحربية التي كانت الأصل في الخطة (جرانيت) التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت اسم (بدر). كان يقول: "أنا لست أقل من أي جندي يدافع على الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة".. "إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية". فى مثل هذا اليوم عام 1969 قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة التى قادها بنفسه فى اليوم السابق، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق. ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة، إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء استشهد بعد 32 عامًا قضاها عاملًا في الجيش.