رأت صحيفة /الجارديان/ البريطانية أنه أيا كان اسم خليفة الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز في حكم البلاد، فسوف يواجه أربعة تحديات رئيسية. ورصدت الصحيفة -في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء- هذه التحديات بادئة بالحديث عن الملف الأمني للبلاد، الذي سجل مستويات مثيرة للقلق في ظل ارتفاع معدلات الجريمة بعد رواج تجارة الأسلحة والمخدرات في بلد باتت فيه الميليشيات المحلية أقوى من قوات الشرطة. ولفتت الصحيفة إلى أن معدلات جرائم القتل في فنزويلا ذات ال 30 مليون نسمة تعادل معدلات جرائم القتل في كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين. ومن الملف الأمني، انتقلت "الجارديان" إلى الحديث عن الملف الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، قائلة إن تشافيز إذا كان قد استطاع على مدار 14 عاما من حكم فنزويلا أن يحقق توازنا ومساواة اجتماعية، فإنه على الجانب الآخر لم يستطع تحقيق توازن اقتصادي. ولفتت الصحيفة إلى الديون التي تثقل كاهل فنزويلا، إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم وتذبذب قيمة العملة "البوليفار الفنزويللي"، مشيرة إلى قيام الحكومة بخفض قمية البوليفار بنسبة 30 بالمائة لتلقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء للبوليفار مقابل الدولار. ونوهت الصحيفة عن ارتفاع معدل التضخم في الوقت الراهن إلى ما يزيد عن نسبة 22 بالمائة، طبقا للبنك المركزي، فيما تقول تقديرات خاصة إن النسبة تتجاوز 30 بالمائة. وذكرت "الجارديان" أن التحدي الثالث بعد الملفين الأمني والاقتصادي، هو الملف السياسي الداخلي؛ مشيرة إلى أن تشافيز ترك المجتمع السياسي الفنزويلي يضم فصائل باتت تشبه الجزر المعزولة عن بعضها البعض في ظل تسييس كافة المؤسسات العامة من الجيش والقطاع العام والقضاء والصناعات النفطية والإعلام. ورجحت الصحيفة البريطانية أن تكشف انتخابات الرئاسة في البلاد عن عمق هذه الخلافات السياسية بين أنصار تشافيز من الفقراء وخصومه من أبناء الطبقة المتوسطة، كما توقعت أن تمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة اختبارا حقيقيا لوحدة الائتلاف الحاكم بعد رحيل تشافيز الذي استطاع بفضل شخصيته الكاريزمية حشد ائتلاف يضم أطيافا سياسية متنوعة. ونوهت الصحيفة عن تمكن المعارضة الفنزويلية بقيادة هنريك كابريليس من الاتحاد بعدما عانت تمزقا دام طويلا، مرجحة أن تمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة اختبارا لمدى قوة هذا الاتحاد بعد رحيل تشافيز. وأردفت "الجارديان" بعد تناول الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية الداخلية بالحديث عن ملف السياسة الخارجية؛ قائلة إن تشافيز نأى بفنزويلا بعيدا عن طريق الولاياتالمتحدة، لتبيت أقرب إلى الصين وروسيا وكوبا سعيا إلى تحقيق تكامل إقليمي. ولفتت الصحيفة إلى ما تبوأته فنزويلا، بفضل ثروتها النفطية -أكبر احتياطي نفط في العالم- وتوجهها المناهض للاستعمار، من منزلة قيادية بين دول أمريكا اللاتينية وبالتالي على الساحة الدولية. وبذكر الساحة الدولية، أشارت "الجارديان" إلى احتضان تشافيز لأنظمة كل من إيران وسوريا وليبيا، واقتراضه كثيرا من الصين، بالإضافة إلى مساهمته بنصيب وافر في تسيير عملية السلام في كولومبيا التي مزقتها الحرب. وأضافت الصحيفة أن آمال الولاياتالمتحدة-المستورد الرئيسي للنفط الفنزويلي على الرغم من الاختلاف السياسي- باتت كبيرة في أن يحذو خليفة تشافيز حذوا سياسيا مغايرا، لا سيما وأن البلاد بحاجة إلى إبرام صفقات اقتصادية مع الولاياتالمتحدة للخروج من أزمتها الاقتصادية.