سؤال أتوجه به مباشرة لكل من هو مسئول عن مصرنا الحبيبة, إن ما يحدث في قلب ميدان التحرير لهو كارثة بكل المقاييس, فعندما تجد هذا المكان الذي شهد على أعظم 18 يومًا في تاريخ مصر صار مكانًا للبلطجية ولارتكاب كل ما هو مخالف للأعراف والتقاليد المصرية, ورغم كل ذلك لا تجد أحدًا ممن هم مسئولون عن هذه الدولة يحرك ساكنًا تجاه هذا الأمر بحجة أنه لا يمكن أن تستمر الشرطة في تطهير الميدان، لأن ذلك سيقابل بهجوم شرس من وسائل الإعلام التي لا تفهم أي شيء في مهنية الإعلام, فإن هذا الرأي لا يطلق عليه إلا كلمة واحدة "العبث". كنت قد قرأت آراء عدة للشعب المصري في العديد من وسائل الإعلام، وأريد أن أسرد بعضها للسادة المسئولين لعلهم يستمعون لرغبات هذا الشعب الكادح وأبدأ مع أحد الناس الذي يقول يشتكي ويقول "سبب ما نحن فيه هو الفضائيات الخبيثة التي تحمي هؤلاء وتهول وتولول على اعتقال بلطجي أو بياع مخدرات وتناشد حروق الإنسان بالتدخل عندما يخلع أحباب آسفين يا ريس ملابسهم في ميدان التحرير, وتدافع عن من يرمي المولوتوف على القصر الجمهوري رمز مصر, ومن ورائهم الذين يتمنوا زوال مصر من على الخريطة, لقد طفح الكيل". وكذلك إذا نظرنا إلى وجهة نظر أخرى لأحد الأشخاص فسنجده يوجه حديثه ويستنجد باللواء محمد إبراهيم قائلًا " السيد/ وزير الداخلية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة مباركة لسيادتكم ولرجال الشرطة أجمعين في حقيقة الأمر إن ما يحدث في ميدان التحرير وهو يعتبر أهم ميادين مصر كلها, شيئًا لا يقبله عقل ولا منطق والكثير يلومون وزارة الداخلية ويتهمون رجالها الأشراف أنهم السبب في هذه الفوضى، بل ويطلبون محاكمتهم والزج بهم في السجون، لأنهم يؤدون واجبهم وعملهم ولا ينظر أحد إلى شهدائها الأبرار ولا تصرف لعائلات هؤلاء الشهداء الأبطال المعاشات الاستثنائية وباقي الامتيازات التي تغدق على البلطجية واللصوص فرجاء منك ومن كل رجالك أن تضرب بيد من حديد كل من يسعى لخراب هذه البلد. وكذلك هناك مواطن يحاول أن يقدم الحل لمسئولي الدولة فلربما يكون هذا الحل لم يخطر على بالهم, أو لم يوفقوا للوصول إليه , فقال "بعدما تبين للجميع سوء نية وتصرف المتواجدين في ميدان التحرير, يجب إنذارهم لمدة ثلاثة أيام لترك الميدان بأمر أي جهة لها القرار, وبعدها يقوم الجيش والشرطة بتطهير الميدان والقبض على من فيه والتحقيق معهم بتهمة خيانة الشعب المصري, ومن يدافع عنهم من أي جهة سواء برامج التوك شو أو أحزاب وكذلك يتم التحقيق معها بتهمة زعزعة أمن مصر ومحاولة هدم الاستقرار". وربما يكون مسك ختام لهذا المقال, هذا الكلام الرائع الذي يلخص حال أحد المواطنين الذي يعيش خارج مصر ويتحسر على حالها لعله يصل للمسئولين إذا ما زالوا يسمعون نداءات الشعب " أمي الحبيبة مصر أنا بعيد عنك أراقب دموعك تنهمر على أرضك الطيبة، ودماءك الذكية تخرج من جروحك بسبب خناجر الغدر من كل أعدائك, كنتِ دائمًا تقولين لي اصبر على الظلم فإن الله يراقبه, وصبرت يا أمي سنين طويلة جُعت وسُرقت، وعاش أخي الصغير بدون دواء لما مرض ولا مستشفى تداويه، لأن خيرك كان مسروقًا ومات أبي بين قضبان قطار عفا عليه السنين, أمي أنا تعبت لأن الثورة أفرزت حاقدين كثر لا يحبونك ويلبسون لباس الطهر والعفاف والثورية المزيفة ويعلمون أنك تنزفين ولا يمدون أيديهم لتضميد جراحك ولكنهم يغرسون خنجرهم المسموم بداخلك لتزيد جراحك, أنا صغير يا أمي ولا أعرف كيف أدافع عنكِ فكل حاقد وراءه حاقدون, أمي امسحي دموعي وسامحيني لأني لا أعرف كيف أضمد جراحك".