أكدت فرنساوالولاياتالمتحدة توافق وجهات نظر البلدين بشأن إيجاد حل عاجل للأزمة السورية الحالية ، وضرورة الإسراع فى الوصول إلى الانتقال السياسى فى البلاد. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده بعد ظهر اليوم الأربعاء وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس ونظيره الأمريكى جون كيرى بباريس فى ختام جلسة مباحثاتهما بمقر الخارجية الفرنسية. وأوضح كيرى الذى يقوم حاليا بزيارة العاصمة الفرنسية أنه بحث مع المسئولين الفرنسيين الأزمة السورية لتقريب الموافق قبل اجتماع مجموعة (أصدقاء الشعب السورى) المقرر غدا الخميس بروما. وأشار إلى أنه سيجتمع غدا بالعاصمة الإيطالية مع رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض معاذ الخطيب..قائلا "نود الاستماع إلى مشورتهم لتسريع التوصل إلى حل وأفضل طريقة لحماية مصالح الشعب السورى ووضع حد للعنف والقتل"..مضيفا "يتعين على الرئيس السورى بشار الأسد أن يعرف الآن أنه لا حل مع إطلاق النار على شعبه". وأكد كيرى أن الولاياتالمتحدة ترغب فى مساعدة الائتلاف السورى المعارض لتلبية احتياجات الشعب السورى بشكل أفضل..قائلا "نريد التسريع فى إيجاد حل سياسى لوضع نهاية للعنف فى سوريا ، كما نرغب فى مساعدة المعارضة السورية على إنشاء بنية قوية لحكومة جديدة ومساعدة من يعانى من السكان لمقاومة النزعة إلى الانتقال للتطرف. ومن ناحيته..أكد وزير الخارجية الفرنسى أن بلاده كانت أول بلد يعترف بالائتلاف السورى ، مشددا على ضرورة تشجيع موقف الائتلاف الذى وحد صفوفه. وقال "إن الاقتراح الذى قدمه الخطيب بشأن التفاوض هو قدير بالاهتمام ويجب أن نحاول المضى قدما بالأوضاع"..مؤكدا على أهمية توقيت زيارة نظيره الأمريكى إلى باريس والذى سيتوجه إلى روما حيث يلتقى بالخطيب. وأوضح أنه سيتوجه هو نفسه فى نفس الوقت مرافقا الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى موسكو ، حيث سيلتقيان مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمسئولين الروسيين فى إشارة إلى بحث الأزمة السورى خلال الزيارة التى ستبدأ رسميا غدا. وشدد على ضرورة تنسيق الجهود لفتح حقبة جديدة..قائلا "نحن متفقون على ضرورة رحيل الأسد فكل يوم هناك ضحايا جديدة نتيجة تواصل العنف والقمع فى سوريا". وأكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيري أن الولاياتالمتحدة تأمل في التوصل إلى سبل لتسريع الانتقال السياسي في سوريا وأنها ستناقش بعض الأفكار خلال اجتماع "أصدقاء الشعب السورى" غدا بروما. وقال كيري - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس "ندرس ونطور سبلا لتسريع الانتقال الذي يسعى إليه الشعب السوري ويستحقه". وأعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية الجديد الذى يقوم حاليا بجولة ماراثونية بأوروبا والشرق الأوسط عن اعتقاده بأن المعارضة السورية بحاجة إلى المزيد من المساعدة ، ونحن نعتقد أنه من المهم جدا أن يصل المزيد من المساعدات إلى المناطق المحررة في سوريا. وبشأن الملف النووى الإيرانى..وصف كيرى المحادثات النووية التي جرت على مدار اليومين الماضيين بكازاخستان بين إيران ومجموعة (5+1) بأنها "مفيدة". وأضاف أنه إذا تواصلت إيران بجدية فيمكن أن يؤدي هذا لاتفاق شامل طويل الأجل..مؤكدا من جديد أن الولاياتالمتحدة على استعداد لعقد محادثات ثنائية مع إيران. وشدد كيري على أن إيران تعرف ما ينبغي أن تفعله..مذكرا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أكد إصراره على تنفيذ سياسته بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. وأضاف أن العالم اتخذ قرارا يقول إن إيران المزودة بالسلاح النووى خطر على العالم .. مشيرا إلى ضرورة إيجاد طريقة سلمية للأزمة الإيرانية النووية. وفى الشأن نفسه..أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تعترف بحق إيران فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية ، ولكننا نرفض حصولها على السلاح النووى. وردا على أسئلة الصحفيين..أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه آن الآوان للرئيس السوري بشار الأسد أن يستمع إلى أصوات شعبه والمجتمع الدولي لإطلاق العملية الانتقالية في سوريا". وقال كيري في مؤتمر صحفى مشترك بباريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس "نريد أن نسرع العملية الانتقالية التي يريدها الشعب السوري". وعن الحرب في مالي..أوضح وزير الخارجية الأمريكى أن بلاده "ممتنة جدا" للتدخل العسكرى الفرنسي فى مالى ضد الجماعات الإسلامية المسلحة ، مشيرا إلى أن القرار الفرنسي بخصوص العملية العسكرية التى بدأت منذ ما يقرب من شهر ونصف فى مالى كان صعبا. وتابع كيري "من الجيد مساعدة مالي على استعادة استقرارها"..مؤكدا مجددا دعم بلاده للتدخل العسكرى الفرنسي فى هذا البلد. وفيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية الأمريكية..أجاب وزير الخارجية الأمريكي "إن فرنسا هي الشريك الدبلوماسي الأول للولايات المتحدة ، كما أن البلدين وقفا معا للدفاع عن السلام وسنستمر في العمل معا من أجل إحلال القيم الإنسانية"..قائلا "جزء من مسئوليتنا يفرض علينا العمل معا من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين". ووصف وزير الخارجية الأمريكى الاتحاد الأوروبي بأنه أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند قد استعرض فى وقت سابق اليوم الأربعاء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، عددا من الملفات الدولية الملحة لاسيما الوضع فى مالي وسوريا وضرورة إطلاق عملية السلام فى الشرق الأوسط بالإضافة إلى اتفاق للتبادل التجارى الحر بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وذكرت الرئاسة الفرنسية عقب اللقاء الذى استمر لأكثر من ساعة أن فرنسا تؤيد مبدئيا الاتفاق لكن في إطار احترام السياسة الزراعية المشتركة والاستثناء الثقافي الفرنسي. كما عقد وزير الخارجية الأمريكى خلال زيارته الخاطفة إلى باريس جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حيث ناقشا مجمل العلاقات الثنائية وعبر الأطلسي ، وكذلك القضايا الدولية الكبرى خاصة الوضع في مالي وآفاق إعادة إطلاق مفاوضات عملية السلام في الشرق الأوسط ، والوضع في سوريا ، والبرنامج النووي الإيراني ، وتحقيق الاستقرار في أفغانستان وكذلك ملف كوريا الشمالية. وبحث فابيوس وكيرى التحديات الشاملة بما فيها مكافحة التغير المناخي والقضايا التجارية ، على ضوء الاتفاق المزمع عقده من أجل إنشاء منطقة تبادل حر بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأمريكى فى وقت لاحق اليوم باريس متوجها إلى روما التى تعد المحطة الرابعة لجولته الأوروبية الشرق أوسطية الحالية.