بدأ السفير المصري الجديد أمس ممارسة مهام في بغداد السبت، لأول مرة منذ اغتيال القائم بالأعمال المصرية السفير إيهاب الشريف في يوليو 2005 في ظروف غامضة، حيث لم يتم العثور على أي أثر لجثمانه حتى الآن. وقال مصدر دبلوماسي مصري إن الدبلوماسي شريف كمال شاهين وصل الجمعة إلى العاصمة العراقية، حيث تسلم مهام منصبه كأول سفير لمصر في العراق منذ عام 2005، بموجب قرار أصدره الرئيس حسني مبارك في يونيو الماضي. ولم يكن لمصر تمثيل دبلوماسي في العراق منذ خطف القائم بالأعمال المصري إيهاب الشريف في بغداد في يوليو 2005 واغتياله في عملية يسودها الغموض ويتردد أن جهاز مخابرات لدولة مجاورة للعراق تورط فيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي حينذاك إن كمال "له خبرة كبيرة بالعمل الدبلوماسي على مدى 27 عاما". ورأى زكي أن تعيينه يعد "خطوة مهمة إلى الأمام في استعادة قوة وحيوية العلاقات بين البلدين الشقيقين". وأعرب شريف شاهين في تصريحات للصحفيين في القاهرة قبل توجهه إلى بغداد عن سعادته للعمل في العراق، قائلاً إنه "يكن للشعب العراقي كل الاحترام والتقدير"، كما أعرب عن أمله في "استكمال المشوار"، الذي بدأه القائم بالأعمال المصري الراحل إيهاب الشريف. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شاهين، قوله إن إعادة فتح السفارة المصرية في بغداد، يأتي بناءً على الاتفاق المبرم بين وزارتي خارجية البلدين، وفي ضوء زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للعراق في أكتوبر 2008، بهدف "تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، وفي كافة المجالات." وكان أبو الغيط زار العراق في أكتوبر 2008 في أول زيارة على هذا المستوى لمسئول مصري منذ العام 1990. وسبق أن عمل شاهين في عدة سفارات بالخارج، وله خبرة كبيرة بالعمل الدبلوماسي على مدار 27 عامًا، حيث عمل في كل من اليونان ولبنان واليابان والمغرب، إلى أن تعيينه سفيراً لمصر لدى زامبيا، وهو آخر منصب شغله قبل توليه السفارة المصرية بالعراق. وقوبلت خطوة إرسال سفير مصري إلى بغداد بترحيب الحكومة العراقية، وقال وكيل وزارة الخارجية لشئون التخطيط السياسي والعلاقات الثنائية، وليد عباوي: "نأمل أن يكون تعيين السفير المصري الجديد، وفتح السفارة المصرية بالعراق، رسالة مهمة إلى الأشقاء العرب، الذين لا تزال سفارتهم مغلقة في بغداد." وذكر عباوي أن "إعلان مصر ترشيح سفير جديد لها في بغداد، يشير إلى الدعم المصري للعراق، وتطوير العلاقات في كافة المجالات، والتي تعمل الحكومة العراقية والمصرية على تطويرها على أسس إستراتيجية".