خابت آمال أعداء الثورة في تحقيق أهدافهم وانكشفت عورات دعاة العنف والتخريب وإسقاط الشرعية واتضح للجميع قلة حيلتهم وضعف عددهم بالأمس القريب بعد أن أفسدوا فرحتنا بالاحتفال بذكرى تنحى الرئيس المخلوع حسني مبارك حتى آثر الناس السلامة حقنًا للدماء فقرروا عدم النزول للميادين والشوارع لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن. أظن أن تآكل أعداد المشاركين في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية استفتاء شعبي على السلمية والرغبة في الاستقرار فالشعب المصري يكره العنف والخراب والدمار ويجنح للسلمية دائمًا.. ولذلك من الطبيعي إن تنفض الجموع عن جبهة الإنقاذ, التي تركت الوسائل الديمقراطية في الاعتراض على الرئيس ولجأت للعنف والحرق وقطع الطريق. لذلك كان من المهم جدًا أن يكون هناك طرف ثالث وظهير شعبي للسلمية ودعم الشرعية في البلاد وهو ما بادرت إليه الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية في الدعوة لمليونية حاشدة أمام جامعة القاهرة غدًا الجمعة ليس نصرة للرئيس ودعمًا للسلطة ولكن ترسيخًا للتجربة الديمقراطية وتداول السلطة.. الشعب من حقه أن ينتفض وهو يرى دماء المصريين تنزف وسفينة الوطن تتعرض للخطر.. فالعنف الذي جرى بشوارع القاهرة خلال الأيام الماضية بلا شك نذير خطر يجر البلاد للفوضى والدخول في نفق مظلم لن يستكمل فيه المصريون أهداف ثورتهم. لذلك نحن نراهن على جموع الشعب المصري وكل القوى الوطنية والإسلامية والثورية للمشاركة في المليونية لنقول معًا لا للعنف وقطع الطرق وسفك الدماء وضرورة تطبيق القانون بحزم ضد كل من يخالفه ويستخدم العنف وسيلة لتحقيق أهدافه. هذه المليونية ستطالب الدكتور محمد مرسي بدعم الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية والالتزام بعدم التدخل في عمل القضاء، بلا شك نحن نعترض على أداء الرئيس وحكومته لكن يجب أن يكون هذا الاعتراض من خلال وسيلة ديمقراطية وسلمية وليس بالعنف. لذلك نحن ندعو القوى السياسية والشبابية كافة لاستكمال أهداف الثورة من خلال الوسائل السلمية والوقوف بإصرار ضد البلطجة والعنف السياسي واحترام اختيارات الشعب المصري وعدم القفز عليها والالتزام بالتغيير عن طريق الصناديق الانتخابية خاصة وأن انتخابات البرلمان ستكون بعد شهرين فيجب عدم إهدار الوقت بالاستعداد لهذا الاستحقاق الانتخابي مع ضرورة مطالبة الشرطة وأجهزة الأمن بتطبيق القانون بحزم مع الالتزام بالمحافظة على حقوق الإنسان ولا نريد من الداخلية أن تخيرنا مابين القمع وسحل المواطنين والانفلات الأمني فهذا أمر مرفوض تمامًا. نحن نريد من خلال هذه المليونية, تحقيق المصالحة الوطنية وإقامة حوار جاد حول قضايا الوطن كافة دون شروط مسبقة, مع ضرورة إفساح المجال أمام شباب الثورة للمشاركة في صياغة مستقبل الوطن وتقديم الكفاءات المصرية في المجالات والمواقع كافة بعيدًا عن الانتماءات الحزبية دون إقصاء أحد, فمصر ملك للجميع.. فمكمن الخطر أن صدور المصريين ضاقت فما عادت تسمع للرأي الآخر حتى وإن كان في صالح الوطن.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. عبير