أكد جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب ومرشحه لتولي منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن بلاده مازالت في حالة حرب مع القاعدة والقوى المرتبطة بها وإرهابيين آخرين .. مشيرا إلى أنها تتعرض لهجمات إلكترونية يومية من دول أجنبية وأن جهات أخرى تسعى لشن هجمات قاتلة ضدها وضد مواطنيها وأصدقائها. جاء ذلك في البيان الذي وجهه برينان اليوم الخميس أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي للنظر في تنصيبه رئيسا لل "سي آي إيه" والتي واجه خلالها الكثير من المقاطعات والاحتجاجات من قبل الجمهور الحاضر للجلسة التي تركزت على شن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لضربات جوية بطائرات بدون طيار أدت إلى مقتل ثلاثة من المواطنين الأمريكيين وعدد غير معروف من الأجانب في الخارج، مما أضطر السناتور ديان فينشتاين رئيسة الجلسة إلى تعليقها وإخلاء القاعة من الجمهور ثم إعادة إدخالهم فردا فردا للمراجعة حتى يمكن استكمال الجلسة. ووعد برينان، في البيان، بإطلاع أعضاء اللجان المعنية بالاستخبارات في الكونجرس على أنشطة "سي أي أية"، مشيرا إلى أن الوكالة ليست محصنة ضد المراجعة والتمحيص في أنشطتها الرامية للحفاظ على الولاياتالمتحدة. وفي بيانه الافتتاحي، شدد برينان على الحاجة الماسة إلى المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والتحليل المتأني لها من جانب وكالة الاستخبارات المركزية في الوقت الحالي وفي المستقبل. وقال إن التحولات التاريخية تتواصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يؤثر بشكل كبير على المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل والشركاء العرب للولايات المتحدة وآفاق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها. كما أشار إلى أن إيران وكوريا الشمالية توصلان سعيهما لتصنيع وامتلاك أسلحة نووية ونظم الصواريخ العابرة للقارات. وفي إجابته عن أسئلة أعضاء لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، قال برينان إنه ليست هناك حاجة للمزيد من التشريعات للقيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة أينما كان يعمل في أي مكان في العالم. وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة إليه بشأن مساندته لسياسة الاحتجاز والاستجواب خلال عمله في وكالة الاستخبارات المركزية، قال جون برينان إنه يعلم بهذا البرنامج ولكنه لم يلعب دورا في وضعه أو تنفيذه أو الرقابة عليه، مشيرا إلى أنه كانت لديه مخاوف واعتراضات كبيرة شخصية على آليات الاستجواب وأنه أعرب عنها بشكل خاص لزملائه في الوكالة. وفيما يتعلق باستهداف ضربات الطائرات بدون طيار للأفراد، قال برينان إن يتم تقييم ما إذا كان المشتبه فيه يمثل تهديدا وشيكا وبالتالي هدفا مناسبا للاستهداف على أساس حالة بحالة من خلال عملية مشتركة بين الوكالات المنسقة التي تشمل مسئولي الاستخبارات والجيش والدبلوماسيين وغيرهم من الوكالات الأخرى. وفيما يتعلق بشجب جماعات حقوق الإنسان والحريات المدنية لأساليب استهداف الإرهابيين المشتبه فيهم، وخاصة من المواطنين الأمريكيين، دافع برينان عن ضربات طائرات "بريديتور" بدون طيار باعتبارها نموذجا أكثر إنسانية من الحرب، ولكنه اعترف بأن هناك حالات تم فيها قتل مدنيين رغم جميع الجهود التي يتم بذلها لتفادي ذلك، ونوه بأن هذه الحالات نادرة وأقل بكثير مما يثار بشأنها من ادعاءات.