رد خبراء نقل بحري على الهجوم الذى شنته غرفة الدولية للملاحة بلندن حول زيادة رسوم العبور بقناة السويس وتأكيدها أمس أن زيادة رسوم عبور السفن يمكن أن يدفع ملاك السفن الذين يواجهون ركودا حادا في قطاع الشحن لتغيير مسار السفن لرأس الرجاء الصالح. وقال اللواء شرين حسن خبير النقل البحري في مصر إن قرار هيئة قناة السويس برفع رسوم المرور بنسبة من 2 الى 5% العام الجاري يتناسب مع وضع اقتصاديات النقل البحري في العالم ،خاصة مع زيادة أسعار الخطوط الملاحية العالمية بين اسيا وأوروبا اعتبارا من منتصف الشهر الجاري. وأضاف حسن في اتصال هاتفي لمراسلة "الأناضول" ان دول شرق اسيا والصين تشهد حاليا حالة من الانتعاش الاقتصادي وهو ما يتنبأ بزيادة حركة النقل البحري بين اسيا واوروبا وبالتالي ارتفاع اسعار الشحن البحري. وكانت قناة السويس قد اعلنت في نهاية يناير الماضي زيادة رسوم المرور على جميع انواع السفن المارة بها بنسب تراوحت ما بين 2 الى 5% ..وقالت ادارة القناة ان الرسوم الجديدة سيبدأ تطبيقها في اول مايو من العام الجاري . ورجح حسن ان تكون القناة استندت في قرارها برفع الرسوم لزيادة الاستثمارات في العالم وما يشهده العالم من حراك اقتصادي واضح وايضا للثبات النسبي في اسعار الوقود للسفن العاملة بخطوط الملاحة الدولية . وقال الدكتور محمد علي عميد كلية النقل الدولي واللوجيستيات في القاهرة لمراسلة “الأناضول" ان قناة السويس اتخذت قرار زيادة الرسوم بعد دراسات مستفيضه لوضع التجارة العالمية المنقولة بحرا ومراقبة حركة الملاحة الدولية وتوقعاتها خلال الفترة المقبلة . وأضاف على انه يثق بأن قرار زيادة الرسوم الذي اتخذته ادارة قناة السويس صحيح لأنه تم اتخاذه بناء على دراسة لاقتصاديات النقل البحري والتوقعات المستقبلية التي يقوم بها فريق من الخبراء بإدارة القناة على اعلى مستوى من الخبرة في مراقبة الاوضاع الاقتصادية في العالم. وكانت ادارة قناة السويس قد قالت في بيان صحفي بنهاية يناير الماضي إن قرارات زيادة رسوم العبور جاءت بعد دراسة توقعات معدلات النمو الاقتصادي العالمي في جميع مناطق العالم خاصة في المناطق المرتبطة والمؤثرة على قناة السويس وبعد دراسة اقتصاديات النقل البحري خلال العام الجاري، ودراسة حركة التجارة العالمية ومعدلات نموها بالنسبة لجميع انواع البضائع العابرة للقناة وما اسفرت عنه الدراسات من توقعات الاسطول العالمي الناقل لمختلف انواع البضائع. والرسوم التي تدفعها السفن لعبور الممر المائي الاستراتيجي مصدر هام للنقد الأجنبي لمصر حيث تدر نحو 5 مليارات دولار سنوياً في وقت تواجه فيه البلاد اضطرابات سياسية ومصاعب اقتصادية. وكان بيتر هينشليف، الأمين العام للغرفة الدولية للملاحة بلندن قد هاجم قرار رفع قناة السويس رسوم العبور قائلا "معظم شركات إدارة السفن العالمية تعمل في أسوأ ظروف للشحن في الذاكرة الحية، نظرا لأن هناك أعداداً كبيرة من السفن تتصارع على عدد قليل جداً من الشحنات". وأضاف" ليس هذا هو الوقت المناسب أمام هيئة قناة السويس لإعلان زيادة الرسوم التي تبدو مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض قطاعات التجارة وسيجد كثير من ملاك السفن أن من المستحيل تحميلها للعملاء". وقناة السويس التي تمتد بطول 192 كيلومترا هي أسرع ممر بحري بين آسيا وأوروبا وتوفر نحو 15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة. وأضاف هينشليف "تأثير تلك الزيادات سيكون تحفيز الملاك الذين ربما كانوا يفكرون بالفعل في طريق رأس الرجاء الصالح كبديل جاد".