حذرت الغرفة الدولية للملاحة من أن قرار هيئة قناة السويس بزيادة رسوم عبور السفن يمكن أن يدفع ملاك السفن الذين يعانون بالفعل ركودا حادا في قطاع الشحن لتغيير مسارها إلي رأس الرجاء الصالح. غير أن هيئة القناة دافعت من جانبها عن القرار, وقالت إنه استند إلي دراسات دقيقة وواقعية. ونقلت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها من لندن عن الغرفة الدولية إن الطريق حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح أصبح أقل تكلفة نسبيا, حيث تلجأ السفن لأسلوب جديد يعتمد علي خفض سرعتها لتقليص استهلاكها للوقود. وأضافت الأحداث الأخيرة في مصر. تولد مخاوف بشأن أمن القناة نفسها. وقال بيتر هينشليف الأمين العام للغرفة: معظم شركات إدارة السفن العالمية تعمل في أسوأ ظروف للشحن في الذاكرة الحية نظرا لأن هناك أعدادا كبيرة من السفن تتصارع علي عدد قليل جدا من الشحنات. وأضاف: ليس هذا هو الوقت المناسب أمام هيئة قناة السويس لإعلان زيادة الرسوم التي تبدو مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض قطاعات التجارة, وسيجد كثير من ملاك السفن أن من المستحيل تحميلها للعملاء. وقال هينشليف تأثير تلك الزيادات سيكون تحفيزا للملاك الذين ربما كانوا يفكرون بالفعل في طريق رأس الرجاء الصالح كبديل جاد. وأضاف: نشعر أيضا بخيبة أمل لعدم التشاور مسبقا بشأن الزيادة الأخيرة, ويحسب لهيئة قناة السويس أن القناة تواصل العمل حتي الآن بسلاسة, نحن نعترف بأنه مع الضغوط علي السياحة في مصر ومشكلاتها الاقتصادية الأخري هناك ضغوط متزايدة علي الهيئة للحفاظ علي ما يعد الآن أكبر مصدر للإيرادات الأجنبية. ومن جانبه, أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس, أن رسوم عبور القناة تحددها لجنة علي أعلي مستوي من الخبراء والاقتصاديين علي مدار العام, مشيرا إلي أن الدراسة الخاصة بها علمية ومبنية علي أسس دقيقة تتضمن دراسة التوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي العالمي, وتوقعات حركة التجارة العالمية ومعدلات نموها بالنسبة لجميع أنواع الحمولات والبضائع العابرة للقناة, بالاضافة الي توقعات الأسطول العالمي الناقل لجميع أنواع البضائع. وأوضح الفريق مميش أنه بناء علي تلك الدراسات يتم تحديد تلك الزيادات مع مراعاة المحافظة علي طريق قناة السويس ليكون أنسب الطرق الملاحية والأقل تكلفة من الناحية المادية. وقال رئيس هيئة قناة السويس إن الملاحة آمنة تماما, وتسير بشكل طبيعي جدا ولم تتوقف أبدا لأي ظرف, وكانت هيئة قناة السويس قد أعلنت قبل أيام أنها سترفع الرسوم بما بين2% و5% اعتبارا من أول مايو المقبل. يذكر أن قناة السويس التي تمتد بطول192 كيلومترا هي أسرع ممر بحري بين آسيا وأوروبا وتوفر نحو15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة, والرسوم التي تدفعها السفن لعبور الممر المائي الاستراتيجي مصدر هام للنقد الأجنبي لمصر يقدر بنحو خمسة مليارات دولار سنويا في وقت تواجه فيه البلاد اضطرابات سياسية ومصاعب اقتصادية.