سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصفها ب"المعركة الوهمية" وتساءل عن مؤلفها.. مأمون فندي يؤكد ما نشرته "المصريون" بشأن "الفيلم الهندي" الذي ألفته "المصري اليوم" حول دور الموساد في إسقاط فاروق حسني
حمل الأكاديمي المصري المقيم في أمريكا مأمون فندي بشدة على الصحافة المصرية التي شاركت في "اللطم" وتبرير هزيمة فاروق حسني وزير الثقافة في انتخابات "اليونسكو"، التي خسرها بفارق أربعة أصوات أمام البلغارية إيرينا بوكوفا، وأشار تحديدًا إلى "المانشيت" الذي نشرته صحيفة "المصري اليوم" نقلاً عن كاتب فرنسي زعم مشاركة 10 من عملاء "الموساد" في إدارة معركة إسقاط المرشح المصري من أروقة المنظمة بباريس. وفي مقال نشرته "المصري اليوم" أمس، وهي الصحيفة التي قادت حملة الترويج ل "نظرية المؤامرة" لتبرير هزيمة الوزير، وصف فندي قضية خسارة فاروق حسني، "التي كتب عنها الكثير وشارك في التأليف والإخراج فيها الكثيرون" بأنها تعد واحدة من "المعارك السياسية الوهمية في مصر، التي تظهر لمدة أسابيع وتختفي كفقاعات الصابون، يديرها ممثلون أكثر براعة من ممثلي السينما". وكانت "المصري اليوم" نشرت في 29 سبتمبر مقالاً للصحفي الفرنسي ريتشارد لابفيير- نقلاً عن مجلة "الأهرام إبدو" الصادرة بالفرنسية، والتي يرأس تحريرها محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب وأحد أصدقاء الوزير الذين شاركوا في حملة الدعاية له- قال فيه إن خلية ضمت 10 من عملاء "الموساد" الإسرائيلي أداروا الحملة ضد فاروق حسني من داخل مقر "اليونسكو"، وأجروا بأنفسهم اتصالات مكثفة مع سفراء الدول الأوروبية، ووقفوا وراء الحملة التي شنتها الصحف الفرنسية ضد المرشح المصري. وتأكيدًا لما سبق وأن نشرته "المصريون"، علق فندي قائلاً: "لو كان المقال ذا قيمة وتم تمحيصه، حسب قواعد اللعبة الصحفية في بلاده من حيث الدقة والمصداقية لنشر في فرنسا"، فيما وصفه بأنه "غلطة" ل "المصري اليوم" التي قال إنها كانت تشبه "الأحرار"، و"الأهرام" و"الأخبار" و"الوفد"، ضمن منظومة الصحافة المصرية التي قال إنها بدت على اختلاف أنواعها وكأنها "صحافة شمولية يديرها رجل واحد، وكأنها مجموعة أفلام متشابهة لمخرج واحد وإن تنوع فيها الممثلون بين الليبرالي والمحافظ، والمحافظ جدًا". وأضاف: "من قرأ صحف مصر بعد هزيمة فاروق حسني، لن يجد خلافًا بين صحف المعارضة وصحف الحكومة، كاتب النص واحد لدرجة أنني كنت أشك بأن معظم الأخبار أو المقابلات قد كتبت في وزارة الثقافة ذاتها. حتى المقابلات التي أجريت مع الوزير كانت معظمها بمثابة إرضاء الخواطر و"الطبطبة"، غابت عنها الأسئلة الجادة، كانت أسئلة من نوعية: "أرادوا إقصاءنا عن المنصب، أليس كذلك؟". وفي إطار نفيه ل "نظرية المؤامرة" التي روجت لها الصحافة المصرية من خلال حديثها عن ضلوع إسرائيل في هزيمة فاروق حسني، تساءل فندي وثيق الصلة بالدوائر الأمريكية قائلا: إذا كانت الصهيونية قد أقصت فاروق حسنى، فمَنْ أقصى (المرشحين) الآخرين؟، وإذا كانت أمريكا تملك كل هذا السلطان على المنظمات الدولية، فيا ترى لماذا فشلت أمريكا في إقناع اللجنة الأوليمبية باختيار شيكاغو بدلا من البرازيل كمضيفة للألعاب الأوليمبية؟. وتابع: "لقد ذهب باراك أوباما بنفسه ومعه زوجته لكي يقنع لجنة الأوليمبياد بأحقية شيكاغو وفشل، فإذا كان الفشل من نصيب أقوى رجل في العالم، فلماذا نؤلف قصصًا من أوهام "ألف ليلة وليلة" لتبرير فشل فاروق حسني؟ أما النقطة الأهم فهي لو أدارت جماعة فاروق حسنى حملته لتولى منصب اليونسكو في باريس بالطريقة نفسها التي أدارت بها حملة المواساة له بعد الهزيمة في مصر لنجح من الدور الأول". واستطرد قائلا: "حملة مواساة فاروق حسنى التبريرية كانت ناجحة جدًا لدرجة أنك لا تستطيع أن تفتح جريدة أو محطة تليفزيونية واحدة من دون أن تجد خبرًا أو تحليلا لما حدث لفاروق حسني، وكأن حالة من التماهي بين مصر وفاروق حسنى قد حدثت وتطابقت فيها الصورتان لدرجة لا يمر فيها الضوء بينهما". وأردف: "لو كنت مكان فاروق حسني لسعدت جداً بهذا الإنجاز، فلا يوجد في الدول الديمقراطية كلها وزير حكومي استمر في منصبه لقرابة ربع قرن في وزارة، ليس هذا فحسب، بل وبعد كل هذه المدة التي التصق فيها بكرسي الوزارة يصبح بطلاً قوميًا". ووصف الكاتب ساخرًا، هذا الأمر بأنه "معجزة أقرب إلى معجزات الأنبياء، صعب تخيلها في عالم الديمقراطيات، لابد أن يكون هذا الرجل عبقريًا، أو أن من أداروا حملته في مصر مجموعة من العباقرة الذين يفهمون نفسية الصحافة المصرية والمزاج المصري" إلى حد اعتبر معه أن "حملة فاروق حسني التبريرية بعد الهزيمة قد حدث عليها وفاق لم يحدث للرئيس مبارك نفسه عندما خاض الانتخابات الرئاسية منذ أعوام".