هل هو المخرج من الظلام الى النور ؟ فى ظل المشهد المصرى الحالى الملئ بالعبثية والاشتعال على الارض، تأبى السياسة الا ان تكون اللاعب الاساسى فى زيادة المشهد التباسا وحيرة تجعلنا لا نسطيع ان نستبشر متى تكون الانفراجة ؟ ولعل من اكثر هذه الاحداث ذلك اللقاء المثير للجدل الذى جمع بين حزب النور وجبهة الانقاذ الوطنى والذى يطرح تساؤلات هامة ربما لايستطيع الاجابة عليها الا المشهد نفسه ان تغير ايجابا او سلبا بناءا على تداعيات هذا اللقاء ونتائجة. وكى نبدأ استقراء الموقف فلابد ان نقر حقيقة هامة ، وهى انه ليس وطنيا من لم يدرك خطورة الوضع الحالى للبلاد الذى يحتم ان يسعى كل من يجد فى نفسه ذرة مسؤلية للاجتهاد للخروج بالوطن بسلام من هذه الازمة سواءا اصاب ام اخطأ , فحسبه انه اجتهد ليفعل شيئا بعدما تنصل كل ذوى المسؤلية عن مسؤلياتهم واثروا السكوت ليتكلم مدعي الثورة ومتطرفى السياسة فيترجم بلطجية النظام البائد والشباب المندفع كلامهم الى فوضى عارمة على الارض طرحها المخلوع بديلا عند رحيله. نسطيع ان نتفهم الامر ان خرجت مبادرة من جبهة الانقاذ مع غد الثورة مثلا وربما يكون غريبا لكنه مستساغا بعض الشيء ، ان كانت هذة المبادرة مابين الجبهة وحزب مصر القوية او الوسط او حتى الحرية والعدالة بصفته ممثلا لاهل الحكم فى هذه اللحظة , لكن حينما تكون هذه المبادرة نابعة من حزب النور وجبهة الانقاذ فان ذلك يطرح الكثير من التساؤلات الهامة لوضوح الصورة لنعلم هل نحن فعلا امام مبادرة سوف تخرجنا من هذا الظلام الى النورالمرتقب ام الى غير ذلك؟ والسؤال هنا هل هذه المبادرة ناجمة عن قناعة مجردة من حزب النور للخروج بالوطن من الازمة ام هناك طرفا اخر قد اختار حزب النور لينجز معه هذه المبادرة بصيغتها الحالية وهل الغايات المتحققة من ورائها واحدة بين النور وذلك الطرف ؟ الاجابات المحتملة هى ربما يكون حزب النور قد ادرك خطورة الموقف وقرر ان يقوم بدورا محوريا يرى انه اهلا له بصفتة الحزب الثانى الحائز على اكبر عدد من المقاعد بمجلس الشعب المنحل ويتمتع برصيد لاباس به فى الشارع , فرأى ان يكون حمامة السلام بين قطبى الازمة الممثلان فى مؤسسة الرئاسة وجبهة الانقاذ ,املا فى الخروج بالبلاد من هذه الازمة , ولا يُلام ان كان نجاح المبادرة سيحقق للنور بعض المكاسب السياسية مع اقتراب موسم الانتخابات البرلمانية القادمة ما دام القصد الاساسى هو التحرك الصادق للخروج من الازمة . أو ان تكون جبهة الانقاذ قد ادركت الوضع السيئ وحالة الامتعاض والسخط الشعبى جراء عنادها المفرط وسكوتها المريب وغطائها السياسى لكل اعمال العنف والتخريب التى جرت على مر الايام الماضية فارادت ان تخرج من ذلك المازق بشكل لطيف قد يجمل صورتها قبل الانتخابات القادمة , ولكن هل يقبل حزب النور ان يلعب مثل هذا الدور ؟ ويمكن ان تكون هناك اجابة تقول بان مؤسسة الرئاسة ارادت ان تقدم بعض التنازلات بشكل يحفظ ماء وجهها فاستخدمت حزب النور لتقديم هذه التنازلات بدلا منها , واظن ان هذه الاجابة مستبعدة وفقا لبنود المبادرة المطروحة وبالاخص مايتعلق بتغير النائب العام الذى اظن ان الرئيس يعول عليه بصفة اساسية فى استكمال عملية التطهير المؤلمة لكثيرمن المعارضين والفاسدين على حد سواء. ومع افتراض صحة اى من الاجابات السابقة تتولد الحيرة من قلب بنود المبادرة واطراف طرحها خاصة وان حزب النور منذ وقت ليس بالقليل قد وقف بكل قوة ضد الحرية والعدالة عندما طالب بتغير حكومة الجنزورى وبررذلك بالعبث السياسى ما دامت هناك انتخابات رئاسية قادمة على الابواب بعدها ستتغير الحكومة بشكل شبه مؤكد وهو نفس الوضع القائم الان حيث انه فور الانتخابات البرلمانية ستتغير الحكومة حتما , لكن فى هذه المرة نجد حزب النور يقف فى الاتجاه المعاكس لكن بطرح معاكس ومع قوى لايستطيع ضمير اى منصف ان يبرئها من المسؤلية عن اراقة الدماء وحالة الفوضى التى تمت على مدار الايام السابقة !! وفى كل الاحوال لا ارى ان جبهة الانقاذ تمثل قوة سياسية تمتلك الشارع وتحركه وقادرة على تهدئته ليتم انجاز اى اتفاق معها بل ماهى الاعبارة عن غطاء سياسيى لاسباغ الصفة الثورية على ثورة مضادة اتفقت معها على هدف خلع النظام المنتخب توهما بان ايا منهم يمكن ان يحل محلة ليتولى زمام الامور ويدير البلاد على طريقته الخاصة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]