فى 28 أغسطس 1881 تم إقالة وزير الجهادية الشركسى عثمان رفقى بناء على ضغط من أحمد عرابى ومجموعته من ضباط الجيش المصرى العظيم، وتم تعيين محمود سامى البارودى بدلًا منه، لكن البارودى سامى امتنع عن تنفيذ مؤامرات الحكومة ضد عرابى ومجموعته، فعزله رياض باشا رئيس النظار، وعين بدلًا منه داود باشا يكن عديل الخديوى توفيق، الذى أصدر عدة أوامر لم يوافق عليها عرابى، وكتب له أنهم قرروا الذهاب إلى ساحة عابدين يوم الجمعة 9 سبتمبر سنة 1881 الساعة الرابعة بعد العصر، لكى يعرضوا مطالبهم على الخديوى، وأرسل عرابى للقناصل الأوروبيين يخبرهم بذلك، ويؤكد لهم أن رعاياهم سوف يكونوا فى أمن وأمان. فى الزمان والمكان المحدد، ذهب أحمد عرابى على رأس موكب مهيب معبرًا عن جموع الأمة، إلى قصر عابدين، لمقابلة الخديوى توفيق وعرض مطالب الأمة عليه، وفى البداية امتنع الخديوى عن الخروج له، لكن عرابى هدد بالقبض عليه، فخرج توفيق مرغمًا، وواجه عرابى أمام باب القصر، وتلا عليه مطالب الأمة، وكانت: زيادة عدد الجيش إلى 18000 جندى. تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبى. عزل وزارة رياض باشا. فقال الخديوى: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا". فرد عليه عرابى بعبارته التى سجلها التاريخ فى أنصع صفحاته: "لقد خلقنا الله أحرارًا و لم يخلقنا تراثًا أو عقارًا فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم". استجاب الخديوى لمطالب عرابى، والتى هى فى حقيقتها مطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل وزارة جديدة، وكان رجلًا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته فى 14 سبتمبر 1881م، وكان محمود سامى البارودى وزيرًا للحربية بها، ثم سعى لوضع دستور للبلاد، ونجح فى الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذى أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، بإرسال المذكرة المشتركة الأولى فى 7 يناير 1882، والتى أعلنتا فيها مساندتهم للخديوى، فتأزمت الأمور، وتقدم "شريف باشا" باستقالته فى مثل هذا اليوم من عام 1882 م، وتم تكليف محمود سامى البارودى بتشكيل الوزارة الجديدة، التى أطلق عليها "وزارة الثورة" و"وزارة الشعب"، وتولى أحمد عرابى فيها نظارة الجهادية.