تساءلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية ما إذا كانت الدعوة التي وجهها الدكتور محمد البرادعي لكافة الأطراف السياسية للمشاركة في حوار وطني مع الرئاسة يمكنها أن تغير المعطيات في الشارع. وقالت الصحيفة أنه من غير المؤكد ما إذا كان بإمكان المعارضة أن تلعب دوراً رئيسياً في وقف الفوضى التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن جبهة الإنقاذ الوطني المفتتة تفتقر للمصداقية في أوساط المتظاهرين الذين ينتمون إلى أبناء الطبقات العاملة والفقراء. ولكنها توقعت أن تدفع دعوة البرادعي اللاعبين الرئيسيين على الساحة السياسية للإجتماع من أجل حل الإضطرابات التي أضرت بمكانة مص الدولية في الفترة التي تحتاج فيها لمليارات الدولارات من الإستثمارات الأجنبية. وترى الصحيفة أن تصريحات وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، التي حذر فيها من إنهيار الدولة مثلت ضغطاً على المعارضة ودفعتها للتراجع عن موقفها السابق برفض الحوار مع مؤسسة الرئاسة. وأشارت إلى أن الأزمة السياسية الأخيرة غيرت حتى من المشهد السياسي بعد تحالف المعارضة العلمانية مع التيار السلفي المحافظ في محاولة للضغط على الرئيس مرسي وجماعة الإخوان للقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضافت أن هذا التحالف الغير متوقع يسلط الضوء على تزايد الصدع بين الأحزاب السياسية، وتشير إلى أن مرسي وجماعة الإخوان أخطأوا بشدة في حساب الديناميكية السياسية في البلاد منذ صعود الجماعة إلى السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس مبارك. ولفتت إلى أن التحذير الذي أطلقه السيسي، الثلاثاء الماضي، يشير إلى أن الجيش بدأ يفقد صبره تجاه الفصائل السياسية المختلفة، وعلى الرغم من أن السيسي لم يشر إلى أن الجيش سيتدخل، ولكن تصريحاته كانت تحمل تهديداً مبطناً.