إلقاء القبض على15 من مُثيرى الشغب.. وإصابة أكثر من 90 متظاهرًا.. و"بلاك بلوك" تقتحم مترو "السادات".. ومجهولون يطلقون الخرطوش على المتظاهرين
سادت حالة من الهدوء الحذر بميدان التحرير مساء الأربعاء، حيث تراجعت أعداد المتظاهرين مقارنة بالأيام الماضية، فيما واصل العشرات اعتصامهم داخل صينية الميدان وأماكن متفرقة. ويأتى تراجع أعداد المتظاهرين نظرًا لبرودة الجو بشكل منع كثيرين من الوصول إلى مقر الاعتصام، فضلاً عن الاستعدادات التى تجريها القوى السياسية والشعبية للحشد فى مليونية "الخلاص" المقرر لها يوم الجمعة المقبل. وعلى الجانب الآخر، تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين على كورنيش النيل، حيث تبادل كل منهما الغازات المسيلة للدموع والحجارة والمولوتوف وسط حالات من الكر والفر، واحتشد المئات أعلى كوبرى قصر النيل للرد على قنابل قوات الأمن الكثيفة. وقام العشرات من المتظاهرين المتواجدين أعلى كوبرى قصر النيل، برشق بعض سيارات المارة بالحجارة، كما قاموا بإغلاق الطريق أعلى الكوبرى ووضعوا حواجز حديدية أمام السيارات، أدت إلى حدوث حالة من الشلل المروري. فيما كثفت قوات الأمن من إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين بميدان سيمون بوليفار بعد أن قام بعضهم بإلقاء الحجارة على نوافذ فندق سميراميس الخلفية وتكسيرها جميعا، وسط حالة من الكر والفر، أصيب خلالها المتظاهرون باختناقات وإغماءات وتم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية القريبة من موقع الأحداث.
وعززت قوات الأمن من تشكيلاتها على كورنيش النيل، للتصدى للمتظاهرين بعد محاولات منهم فى الاشتباك مع جنود الأمن المركزى، وإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة عليهم. وفى الوقت ذاته، قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على15 شخصًا، بعد مطاردة قوات الأمن للمتظاهرين بميدان سيمون بوليفار من بينهم فتاة وتم التحفظ عليهم لعرضهم على النيابة، وعلى الجانب الآخر أصيب اثنان من المواطنين المتضامنين مع الأمن فى مواجهة المتظاهرين غير السلميين بطلقات خرطوش. وفى الوقت ذاته، اقتحم عدد من المتظاهرين محطة مترو السادات، وقاموا بافتراش القضبان، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"مش هنمشى هو يمشى" و"الشعب خلاص أسقط الإخوان". وانطلقت مسيره تضم المئات المتظاهرين من ميدان التحرير إلى كوبرى قصر النيل، لمساندة المتظاهرين المتواجدين على الكوبرى، مرددين هتافات منها: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الداخلية بلطجية"، كما رشق عدد منهم قوات الأمن بالحجارة. وفى الساعات الأولى من صباح الخميس، وقعت اشتباكات بين بعض المجهولين وبين المتظاهرين المتواجدين أعلى كوبرى قصر النيل، وذلك بعد إطلاق هؤلاء المجهولين عدة أعيرة من الخرطوش على المتظاهرين فوق كوبرى قصر النيل، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى فى ميدان سيمون بوليفار، بعد أن ألقى بعض المتظاهرين زجاجات المولوتوف على قوات الأمن، مما قوبل هذا الهجوم بإطلاق عدد من قنابل الغاز المسيلة للدموع. وأكدت المستشفيات الميدانية المتواجدة بالميدان، أن حالات الإصابات التى تم رصدها وصلت حوالى ل90حالة و9 حالات إصابة بخرطوش، وباقى الإصابات تنوعت ما بين حالات اختناق وحروق وجروح قطعية وبينهم حالة بجرح قطعى غائر بسلاح حاد. ومع ازدياد حدة الاشتباكات وصلت تعزيزات أمنية من القوات الخاصة لمساندة قوات الأمن، بعد إصابة بعض الجنود بطلقات الخرطوش وجروح قطعية فى الوجه وأماكن متفرقة فى الجسم، وتقدمت قوات الأمن إلى ميدان سيمون بوليفار، بعد استمرار الاشتباكات مع المتظاهرين. وفى الساعة الرابعة فجرا توقفت الاشتباكات نهائيًا على كورنيش النيل لتناقص أعداد المتظاهرين، وتراجعت قوات الأمن إلى محيط السفارة الأمريكية وسط تكثيف أمنى مشدد، إلا أنها تزايدت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بميدان سيمون بوليفار، وسط إطلاق العديد من القنابل المسيلة للدموع، واستمرار المتظاهرين فى رشق قوات الأمن بالحجارة وعدد من زجاجات المولوتوف. فيما توقفت قوات الأمن عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، بعد تساقط الأمطار الغزيرة التى شهدتها القاهرة، أدت إلى ترك المتظاهرين لميدان سيمون بوليفار، والعودة مرة أخرى لميدان التحرير والشوارع الجانبية لتفادى الأمطار. وفى الساعات الأولى لصباح – الخميس - أذاعت المنصة الرئيسية بالميدان عن إلقاء القبض على بعض المتظاهرين أثناء خروجهم من الميدان، عن طريق عناصر مرتدية الزى المدنى على جميع مداخل الميدان، مطالبة المتظاهرين بعدم مغادرة الميدان من إلقاء القبض عليهم.