كشفت إحصائية رسمية عن أن 14 مليون ألماني يعانون من الطرش أو ثقل السمع، بينما يمثل المراهقين والشباب نسبة كبيرة بينهم، الذين لم يستجيبوا لتحذيرات الأطباء الألمان من مضاعفات الموسيقى العالية على الأذن. وكانت نقابة أطباء الأنف والأذن والحنجرة الألمانية قد نظمت مؤتمرا في مدينة روزنغارتن لمناقشة ظاهرة الطرش وثقل السمع بين الشباب. وتوصل الأطباء إلى أن ارتفاع نسبة المعانين من مشاكل السمع ترافقت مع زيادة في نسبة الفاشلين دراسيا، وزيادة في نسبة المراهقين المعانين من اضطراب النمو والتطور. فثقل السمع أدى إلى تأخر الأطفال في التعلم وفي التطور الجسماني والعقلي. البروفسور شتيفان دازرت، من جامعة الرور في بوخوم، أشار إلى أن أسباب هذه الظاهرة تتعلق بالأجهزة الموسيقية الجديدة، وألعاب الأطفال الصاخبة. وقال دازرت إن الكثير من المراهقين يسمعون الموسيقى العالية بواسطة أجهزة «إم بي3»، ويمارسون ألعاب الكومبيوتر المشحونة بالعنف وأصوات الانفجارات ولعلعة الرصاص. ويعرف الطب أن كافة الأصوات التي تتعدى قوتها 83 ديسبل تؤثر سلبا على قدرة الشاب السمعية. فمثل هذا التردد يضعف القدرات الحسية للنهايات العصبية في الأذن الداخلية، ويؤدي مع مرور الوقت إلى ثقل السمع. وفحص دازرت في المختبرات قوة الموسيقى الصادرة عن بعض أجهزة «إم بي3»، التي يسمعها بعض الأطفال، فوجد أنها تتجاوز 100 ديسبل.