دشن حزب البناء والتنمية وائتلاف شباب الأقباط بأسوان أول مبادرة لإنشاء تحالف إسلامي مسيحي بهدف التنسيق المشترك في حل الأزمات التي تنشأ بين الطرفين خاصة المتعلقة بالمواقف الدينية في إطار المسئولية الاجتماعية. وأكد الشيخ خالد إبراهيم القوصي، القيادي التاريخي للجماعة الإسلامية ونائب رئيس حزب البناء والتنمية بأسوان، أن أحزاب تيار الإسلام السياسي لم تكفر أي فصائل سياسية أخرى مخالفة لها في ثوابت العمل السياسي، ولم تلق بأحد في النار أو تخرجه عن الملة والشرعية أو تستطيع أن تجزم بدخول أحد الجنة لمجرد اختلاف سياسي أو فكري عن موقفها من الموافقة على الدستور. وقال إن الدستور هو صناعة البشر وليس كتابًا سماويًا وهو قابل للصواب والخطأ والزيادة والنقصان لافتًا إلى أن كثيرًا من عيوبه ستتضح عند تطبيقه موضحًا أن موقف الجماعة كان واضحًا من أجل الاستقرار ولم الشمل وبناء مؤسسات الدولة. وأضاف القوصي أن الدعوات التي أطلقها البعض للعمل بمنهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل مسلح ظاهرة وقتية غير مسئولة من بعض الأشخاص مشيرًا إلى أن هذه القضية من ثوابت العقيدة والدين الإسلامي ولكن عبر توكيل هذا الأمر لجهاز الشرطة شريطة احترام الحقوق والكرامة الإنسانية. وأشار القوصي إلى أنه لم يتم محاسبة أي شخص عن دينه في مصر خلال عهد النظام السابق سوى الإسلاميين حيث تم حبس وتعذيب أكثر من 50 ألف شخص من المحسوبين على هذا التيار فيما لم يتم تعذيب أو سجن أي مسيحي طيلة 30 عامًا ماضية بسبب دينه. وأشار القيادي التاريخي للجماعة الإسلامية إلى أن أحداث قنا الأخيرة المتهم فيها شاب مسيحي بالتحرش بطفلة مسلمة، حادث فردي ليس له علاقة بالدين من الأساس ولا يمكن أن نبني علية موقف الإخوة المسيحيين من حيث علاقتهم بالمسلمين. ولفت إلى أن جهاز الشرطة في عهد النظام السابق كان يخدم النظام وملف التوريث حيث كان سببًا مباشرًا في افتعال الأزمات والمشكلات التي حدثت بين مسلمين ومسيحيين في مصر بعد أن تم وصف الإسلاميين بالإرهابيين المتشددين لخدمة أهدافه ومخططاته واستجداء الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية حماية الأقليات الدينية في مصر طلبًا وعونًا للمعونة الخارجية مستدلاً في هذا الصدد بقضية الشاب السلفي سيد بلال الذي الصق به الاتهام في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية حيث تم تعذيبه حتى الموت. ومن جانبه اتهم أبو بكر بلال، أمين عام حزب البناء والتنمية بأسوان، خلال اللقاء جبهة الإنقاذ بجر البلاد إلى الفوضى بعدما رفضت جميع الدعوات الخاصة ل"لم الشمل" والتوافق من أجل مصلحة الوطن. واعتبر أن الصراع الدائر على المشهد السياسي الآن في مصر بين الأحزاب المدنية وأحزاب تيار الإسلام السياسي ظاهرة صحية محمودة في طريق التحول الديمقراطي السليم. ومن جهته أكد وليم فخري، ممثل ائتلاف شباب الأقباط بأسوان أن الائتلاف فكرة قادها عدد من الشباب من أجل المشاركة الفعالة في قضايا المجتمع خاصة السياسية لافتًا إلى أن الائتلاف ليس له علاقة بأي أساس ديني وتم إنشاؤه من أجل التنسيق مع جميع الأحزاب والتوجهات السياسية والمجتمعية بمحافظة أسوان بهدف التوسط لحل المشكلات التي تنشأ بين المسلمين والمسيحيين من بدايتها قبل أن تصل لحد الفتنة اعتمادًا على العادات والتقاليد التي تحكم أبناء الصعيد ومن خلال المجالس العرفية. وأشار إلى أن الائتلاف وجهت له دعوة من عدة أحزاب إسلامية من بينها البناء والتنمية والحرية والعدالة من أجل وضع ميثاق تعاون بينهم في المواقف المشتركة.